الكاتبة والشاعرة المغربية / فوزية مسجيد تكتب: شتنبرنا وأيلولكم.
شتنبر شهر يوصل المغرب بأيلول المشرق....وهو يداهمك يختلط عليك الأمر هل أنت بمستهل السنة أم بنهايات المواسم؟...كل الدعوات توزعها عصافير العودة لمواسم التعشيش ...قصد حضور حفلة روك يحييها الصفصاف كل سنة ... يصقل قرميد المنازل كالفضة وكأن العيد قادم ... تمسي ياسمينات الجيران مزاجية الشذى...تعود الأقلام لمرساها...تبوح للأوراق بحروف ليلكية....نافذة الوصف... شتنبر يعانق زيتون القرى البعيدة....يخجل بجرة غزل شجرة الرمان فتبتسم وجنات الحبات....يضع وشاحا بنيا لامعا على كثف شجر البلوط...يعثق الإبريق ويحمص القهوة....أيلول موسم المواقد الساخنة و كفوف عربات الخبز ...موعد سدل الستائر و تصفيف الفناجين كوصيفات القصور الأندلسية... تلميع الصور القديمة....و تكريم الشراشف.... أيلول قبس من عصور الوشاة بأوراق الشجر....و لذة مناقيش الزعتر...ملهم الخزانات....و طي الثياب استعدادا للسعات البرد... أيلول صفحات من أواخر الشمس و مستهل قرع أجراس العودة بوجه الجميع...كثكنة عسكرية لا يتسلل لها العصيان... شتنبر...به يسيل جمالا الحبر....تصبح طاولات الطعام لقاء هام...و الأبواب مشغولة بالعقيق... تكبر مؤن القمح و تسيج البساتين بالفرح....شتنبر منه النوارس للميناء تعبر ....ترمى حكايات الناس على الطرق الباردة....و تلف البيوت بأكاليل من ماء....فأهلا شتنبر المغرب الكبير وأهلا أيلول المشرق....
Post A Comment: