الكاتبة السودانية / تسنيم عبد السيد تكتب مقالًا تحت عنوان "كُن أنت" 


الكاتبة السودانية / تسنيم عبد السيد تكتب مقالًا تحت عنوان "كُن أنت"


 

 إن لكلِ إنسانٍ على سطح هذه الأرض قيمة، ولم يُخلق عبثًا. احرص على أن لا تغادر الحياة إلا وقد بَلَغت مقاصدك وطبعت بصمتك، وملأت فراغك في العالم، ولتعلم أن ما خُلقت لأجله لن يفعله غيرك.


إن مهمتك التي تنتظرك في هذه الدنيا، ليست بالضرورة إنجازاً خارقاً أو اكتشافاً خطيراً... قد تكون قيمتك في إنسانيتك، في ما تملك من صفات حسنة وأخلاق سمحة، في عطاءك، في التزامك بمبادئك، وقيمك النبيلة.


ليس بالضرورة أن تكون عالمًا أو وزيرًا أو ملكًا أو مشهورًا لتكون ذا قيمة، فقط كن أنت بأفضل نسخة منك، حِب الخير للغير كما تحبه لنفسك، تطوّر ولا تنسى دينك، افعل ما يسعدك ولا تنسى فروضك، عِش حياتك ولا تنسى ربك.


كن بارًا بوالديك، سندًا لعائلتك وداعمًا لأصدقائك، سعادتك بين يديك فلا تتسولها عند غيرك، افعل ما بوسعك لتهنأ في حياتك وتعيش مرتاح البال، الأهم أن ما تفعله ينبغي أن يُمثل قناعاتك، ورؤيتك لنفسك، ويصفك أنت على حقيقتك دون مجاملة أو رياء، وإياك أن تضع لنفسك أهدافاً لا تناسبك، وتتشبه بغيرك، فقط لأن الناس تحب وتمدح من يصل لذلك المكان، أو يمتلك تلك الصفات.


لا تدرس طب ليُقال فُلان ابن فلانة طبيب، لا تُهاجر ليُقال مغترب، لا تأكل في مطعم (5 ستار) ليُقال (راقي) أو (مُرطب)، لا تتحجّبي ليُقال (متديّنة)، لا تستمر في علاقة مؤذية ليُقال (مرتبط)، لا تفعل أي شيء إلا إذا شعرت أنه لأجلك أولًا ولإرضاء نفسك قبل أي أحد.

فالبشر خُلقوا مختلفون، قدراتهم، رغباتهم، أحلامهم، كبصمات أصابعهم، مهما بدو لك متشابهين فلا تصدق.


 حتى نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، كان يعرف قدرات أصحابه ويختار لهم الأدوار التي تناسبهم، فلم نسمع يومًا بخالد بن الوليد يروي حديثاً ولم نسمع بأبي هريرة يقود جيشاً فكلٌ مُيسرٌ لما خُلق له، فلا تُكلِّف نفسك فوق طاقتها. ومما قاله عليه الصلاة والسلام في هذا الشأن: { أرحم أمتي بأمتي أبي بكر، وأشدَّهم في أمر الله عمر، وأكثرهم حياءً عثمان، وأقضاهم علي، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأدراهم بالفروض زيد بن ثابت، وأقراؤهم أُبي بن كعب، ولكل قوم أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح}.


وأخيرًا أهمس في أُذنك: 

لا تستسلم... حقق الأحلام التي تُعبر عنك، الطموح الذي يلبي رغباتك وشغفك، ابحث عن نفسك وستجدها في نهاية المطاف.



Share To: