الكاتبة السودانية / إسلام بريمة تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "ابنة أخيها"


الكاتبة السودانية / إسلام بريمة تكتب قصة قصيرة تحت عنوان "ابنة أخيها"

 


 برغم حُزنها على طفولَتها الخالية من الأب، إلا أنّ هناك ما يملأ قلبها بالطمأنينة والدِفء الجميل، كانت سعيدة بوجود أخيها الأكبر الذي لم تعرف أنه ليس أباها إلا من خلال أحاديث صديقاتها من المَدرسة؛ عندما قالت لَهن إنّ أباها أحضر لها حِذاءً جميلًا فَضحِكّن وقُلن لها أبوك ميت فكيف يُهديك حِذاء؟! فبكت كثيراً وانكسر خاطِرها وجرت مسرعة للمنزل، سألت أمها وصوتها يكاد لا يخرج من كثرة البكاء كيف مات أبي وفي الصباح كان موجود متى مات يا أمي؟ أخبرتها أمها أنه مُتوفٍّ منذ سبعة أعوام، وقام أخوك برعايتك، لم نشأ أنّ نجرحك يا ابنتي فأخوك قام مقام الأب ولم يُقصِر أبداً.


نامت ليلتها تِلك وهي تفكر في حديث والِدتها لكن لم يتغير شيء تِجاه أخيها.

 ظلت تعتبره أباها حتى عندما كَبُرت، واجهت الكثير من الصعوبات والتحديات، ولكن عزائها الوحيد كان أسرتها التي كانت دائماً سندها بعد الله، كانت ذلك الحائِط الذي كًلما ضاقت بها الدنيا أو جارت عليها تتكيء عليه، لم تكن تَحِسُ بفقدان الأب إلا بين الحين والآخر عندما يتحدث عنه أشِقائها وعن ذكرياتهم معه فَتحِس بلحظة من الغيرة فهي لا يجمع بينها وبين أبيها لحظة تستطيع تَذكُرٍها والتباهي بها! ولكنها كانت سعيدة بوجود أخيها الأكبر.


 ومرت الأيام والسنين ورحل أخوها عن أرض الوطن في سبيل توفير حياة أفضل للأسرة، وأصبحت يتيمة مرة اُخرى، لم تكن تتقبل الفكرة لم تشأ أن تفقد من كان سندها بعد الله، كانت تبكي بصمت مع كل ذكريات تجمعها به حتى أصبحت تقارن جميع الرجال بأخيها، كانت تراهُ قريب للِكمال والكمال لله! عاشت سنواتها الاُولى من دونِه تبكي على سماعة الهاتِف كلما هاتفها، ولكنه دائماً كان يَحثُها على  مُسَتقبلها وأنّ هذا ما يجعله سعيداً.


 بمرور الأيام تجاوزت غيابه وحرصت على أن يكون لها شأن يفخر به أخوها؛ وما بين خيبات، سقوط، وصعاب أوشكت أن تؤدي بها إلا أنها قاومت بشراسة كانت قوية بالله، وبه وبأمها التي لطالما رفضت أن تتزوج في سبيل حمايتها هي وأخواتها من زوج أم يمكن أن يُشتِت شمل هذا الدفء الجميل.


 ومن تلك الطِفلة أصبحت شابة لها شأن يَعتزْ بِها أهلها، نضجت وكافحت وانتصرت على صِعابها برغم المحن، لم تنكسر أصبحت طبيبة تداوي جِراح مرضاها بعد أن داوت أسرتها بنجاحِها، لم يكن غياب أخيها إلا تحدّي لها لتنهض بِقوة وتثبت للعالم أنها تستطيع نعم تستطيع فهي ابنه أخيها.


#إسلام_بريمة




Share To: