قراءة  في المجموعة القصصية (تاء وأخواتها) للأديبة ريم أبو الفضل

بقلم : محمد فؤاد محمد 


قراءة  في المجموعة القصصية (تاء وأخواتها) للأديبة ريم أبو الفضل


قرأت المجموعة القصصية (تاء وأخواتها ) للأديبة ريم أبو الفضل وقد أعجبني سردها القصص والسهولة والغموض الفني والنهايات المفتوحة التي يشترك فيها القارئ مع الكاتبة وسوف أتناول ظاهرتين في المجموعة  الأولى فنية والأخرى موضوعية

أما الفنية فهي ظاهرة النهايات المفتوحة في قصص المجموعة 

فقد أجادت الكاتبة في استخدام مهارة الغلق و الحبكة في مجموعتها وتركت النهايات مفتوحة فسمحت للقارئ أن يضع نهايات للقصص كما يليق بكل قارئ وثقافته وعمق تفكيره ومناخه الإجتماعي

فمثلا قصة (تحت الصفر) ختمت قصتها بعبارة استفاهمية تحتاج الى إجابة لا يجيب عليها إلا القارئ ((بعد شهرين جاء رامي من زيارته لوالده ليخبرني أنه شاهد في المطبخ ثلاجة تشبه ثلاجتي وقد نُزعت أرففها .. تُرى من يجلس بداخلها القرفصاء؟ نهاية مفتوحة غامضة 

أما قصة (كامل الأوصاف) فقد تركت الكاتبة النهاية مفتوحة على مصراعيها  لأفراد الحارة أين ذهبوا وما هو مصيرهم

وفي قصة (دبور ووردة) هكذا أسميها هل استطاعت أن تشتري سلحفاة ذكر وأخرى أنثى ؟ أم أنها خدعت بشراء الإناث ككل مرة ؟ مما يؤدي الى موت السلاحف منتحرة أما قصة 

(مطلوب شراء بضع سنين) أيضا تركت الحيرة في وجه زوجها حين تقابلا هي تبغي الجمال عن العطار وهو يبحث عن شئ آخر عند العطار   وفي قصة  (الرجل ذو الأزرار) أيضا النهاية مفتوحة فيبدو لي أن موت الزوج كان بفعل عامل الكهرباء الذي طلبته قبل الشهر والذي زارها بعد العدة يطرق الباب ويعزيها ويقول لها البقاء لله وهي وحيدة في البيت أما قصة 

(شهد الفقراء)تنتهي القصة ببداية مشروع جديد للبطلة من المكافآت التي لم تأت  ولا ندري هل ستأتي المكافآت  أو ما هو المشروع وما ينتج عنه من علاقات إجتماعية واقتصادية  وفي قصة  (شفاه ملونة) تنهي الكاتبة قصتها بعبارات تدل على أن البطلة مازالت تبحث عن حب فما إن دق قلبها لقادم إليها في فسحتها وتتبع خطواتها فأفاقت على أنه لص أتى ليسرق حقيبتها فما زالت تخفي شعراتها البيض وتبحث عن حب بعيدًا عن أولاد الحرام كما تقول وقصة ( نصف لعنة) في نهاية القصة نرى البطلة تنصرف حزينة تحتضن ملابس ابنها الذي مات نتيجة إهمالها وهي تزجج رموشها دون أن ندري عن زوجها شيئا هل عاد من الخارج أم لا وماذا كان رد فعلها وتنتهي القصة

ثانيا

أما من الناحية الموضوعية فهي صورة الرجل  عند الكاتبة  وهو ما يضطرني إلى طرح سؤال تقليدي متى تتخلص الأديبات من هذه العقدة وتدخل من خلال كتاباتها إلى عوالم أرحب إنسانية وفكرية فلا يكون تمحورها وتمركزها هو الرجل بل الحياة بشمولها وتكاملها

فمثلا القصة الأولى (تحت الصفر )تتكلم عن هموم المرأة  العربية وسياسة سي السيد

المرأة عليها أعباء العمل والبيت وكي الملابس ومذاكرة الأولاد وشراء السجائر للزوج والبحث عن عمال الصيانة

الرجل معجب بأية إمرأة حتى أنه تعجبه لباقة زميلة زوجته وهي تناقشه فيما لا يقتنع به ولا يطبقه

(كامل الأوصاف) الرجل الذي يعطي الحلوى للبنين دون البنات لغرض غير نزيه

(دبور ووردة) تقول فيها جار أخي على نصيبي من إرث أبي وجار آخر على قلبي وجار آخرون على حقي في الحياة وأيضا سمن دبور بينما ازدات وردة نحولا رغم أن دبور ظهر في النهاية أنه سلحفاء أنثى ولكن حتى الإيحاء بالإسم المذكر يجعل صاحبه عند الكاتبة متسلطًا 

في قصة (شفاه ملونة )مازالت الكاتبة تمارس بلباقة وحرفية ما اقتنعت به من صورة الرجل حين جلست  في مكان يرتاده المحبون فتبعها رجل وما إن دق قلبها له إلا وفوجئت به لصاً  أراد سرقة حقيبتها أما القصة التي على عنوانها المجموعة 

(تاء وأخواتها) نرى في القصة تاء التأنث تندب حظها وأنها لا تقوى على واو الجماع وباقي الحروف

قصة نصف لعنة جاءت لغتها سهلة وبسيطة تعاني فيها البطلة من تضخيم الأمور وإعطائها أكثر من حجمها والتنفير من رحمة الله حيث أنشغل  البعض حتى الطبيب عن معالجة الابن فالكل مشغول بحاجبها قبل إنقاذ الطفل

ورقة زرقاء .. حتى الشعراء متهمون من قبل الكاتبة متهمون في حبهم ووعودهم

(مطلوب شراء بضع سنين )

قصة حبها الصادق لسيد الفقير سائق السيارة صاحب الحظ البسيط من التعليم وقد أصرت على الزواج منه رغم معارضة الأهل وتزوجته وقد أغتنى بعد ذلك وأصحب لديه شركة لبيع السيارات إلا أنه خانها وتزوج عليها

(الرجل ذو الأزرار ) وهذا أيضا لم يفلت من لمزات الكاتبة أنه كان يمارس جبروته على زوجته وقد مات مصعوقا بالكهرباء والقصة لا تخلو من خيانة الرجل فالقصة توحي وتوهم وتومي أن الرجل مات بفعل عامل الكهربا  الذي ذهب ليعزيها بعد انقضاء  العدة ولأنه كان في المنزل يصلح الكهرباء منذ أيام .

وحقيقة قصص المجموعة مشوقة ومكتوبة بحرفية وبأسلوب أدبي سهل وتتمتع  بغموض فني أحيي الكاتبة ريم أبو الفضل عليها.





Share To: