الكاتب الصحافي المصري / علاء عبد الستار يكتب مقالًا تحت عنوان "الظرف السياسى و الفكر"
يتصادف خروج بعض الكتابات مع الظرف السياسى فيعطى للكتاب أبعاد قد تكون أكثر مما كان سيعطيه نفس الكتاب فى ظروف سياسية مختلفة، من هذه الأمثلة كتاب " الإسلام و أصول الحكم "( بصرف النظر عن محتوى الكتاب الذى أتفق مع بعضه و أختلف مع بعضه الآخر ) و أن كان هذا الكتاب يتحدث عن مدنية الدولة فى ألاسلام (فى خطه العامإلا انه وقع فى عدة تناقضات أحيانا تخالف ما أراد الكاتب توصيله)، لكن الظرف السياسى كان انتهاء الخلافةالعثمانية سنة 1923 و ظهر هذا الكتاب فى سنة 1925 فإصطدم مع رغبة الملك فؤاد فى أن يصبح الخليفة البديل للدولة العثمانية حتى لو كان مجرد لقب، و هو ما خلق الضغط الذى حدث للمؤلف على عبد الرازق و الحكم عليه بالخروج من زمرة علماء المسلمين و إنهاء عمله كقاضى شرعى، لم يكن الهجوم على الكتاب سيكون بنفس العنف لولا الظرف السياسى الذى ذكرته، و كان نتيجة لهذا الحكم إستقالة عبد العزيز فهمى من وزارة الحقانية و عارض محمد حسين هيكل و عباس العقاد و سلامة موسى مصادرة إلابداع و حرية الرأى، و ظهر العديد من الكتب التى تنقض الكتاب، مثل كتاب نقض الاسلام و أصول الحكم للأمام محمد الخضر حسين كما تم نقضه فى كتاب النظريات السياسية الإسلامية لمحمد ضياء الدين الريس، و يبدو مفكرى عشرينيات القرن المنصرم أكثر إدراك لأهمية الفكر و الفكر الآخر و لم يكن من يدافع يشترط توافقه مع المؤلف فى أراءه بالكلية إنما عدم مصادرة حرية التعبير عن الرأى كانت همه الأكبر حتى لا يتم تضيق مساحة حرية الفكر شئ فشئ، فكثير من المؤلفات التى لاقت ضجة كان الظرف السياسى هو السبب الرئيسى لهذه الضحة و لو كان الكتاب ظهر فى ظرف مختلف كان من الممكن حدوث كل هذا.
#علاء_عبد_الستار
Post A Comment: