الكاتب والباحث المغربي / ذ : رشيد الوارتي يكتب : ذاكرة فنان ومقاوم محمد العروسي رحمة الله عليه.


الكاتب والباحث المغربي / ذ : رشيد الوارتي يكتب : ذاكرة فنان ومقاوم محمد العروسي رحمة الله عليه.


""""''''''''""""_"""""""""

إختار المرحوم إسم ” محمد العروسي” إسم شهرة له ، فإسمه  الحقيقي هو محمد ولد أطريريف، نسبة الى والده الذي كان يمتهن حرفة  «خراز»، أي «طراف»، وهو من مواليد 14 يناير 1934، بدوار بني دروكول تافرانت قبيلة بني زروال دائرة غفساي إقليم تاونات، من أسرة فلاحية .


طوال 80 سنة ، تربع المرحوم ، الفنان ، محمد العروسي ، على عرش الطقطوقة الجبلية بدون منازع ، مسيرة فنية فريدة من التراث الجبلي ، جعلت من  محمد العروسي ، قطب من أقطاب الثقافة الشعبية في  شمال المغرب .


إرث العروسي الفني


بوفاة  الراحل محمد العروسي، فقدت الساحة الفنية المغربية صرخا غنائيا بصم بقوة السجل الموسيقي الوطني، مخلفا وراءه  إرثا فنيا فريدا من روائع التراث الجبلي عز نظيره .


تعلم في الكتاب القرآني كباقي سكان ورجالات قبيلة بني زروال بشمال المغرب؛ الذي غادره في سن مبكرة  أسس المرحوم العروسي ، أولى ركائزه الفنية ، بين صفوف شيوخ التراث الشعبي الجبلي بشمال المغرب  في فن قصائد الملحون ، و نهل المرحوم من المعين الفني و النظمي لهؤلاء (مولاي المفضل الطريرف، وأحمد بالمكي، وابن التهامي )


ظهر صوت المرحوم الإذاعة المغربية  مند سنة 1958 ، حيث أنتج و أذاع على أثيرها قصائد وأغاني وطنية ، نالت شهرة واسعة بين ساكنة الريف  و شمال المغرب .


طابع أغانيه البسيط و الحامل لهموم و إنشغالات ساكنة المناطق الشمالية ، و الزاخر بالانطباعات اليومية لهم ، يعتبر واحدا من أسرار قوة أعماله ، التي أصبحت مرجعية في تراث المنطقة و ثقافتها الشعبية . أبدع المرحوم العروسي ، فغنى للمرأة، وللوطن، وللأرض و للجبال ولجمال الطبيعة، وغنى عن آلام الفلاحين والهجرة إلى غير ذلك..


أرشيف الإذاعة الوطنية المغربية ، معين لا ينصب من إرث الراحل ، فخرانته تحمل 526 أغنية ، تحمل بينها أغاني وطنية رائعة نالت شهرت كبيرة نهاية الخمسينيات . وأصبحت أغاني و قصائد المرحوم مرجعا مهما من مراجع الطرب الشعبي المغربي الأصيل. يلجأ إليه كل المهتمين بتراث وفن جبالة، وكذلك الذين يبحثون في الثقافة الشعبية.


العروسي الفنان ” المقاوم “


مع بداية فرض الحماية على المغرب ، بصوته الرخيم ، و بفنه المتميز الجميل، ساهم الراحل في إيقاظ الروح الوطنية لدى ساكنة جبالة ، من خلال أغانيه الحماسية والجريئة المليئة بالوطنية الحقة التي كانت  تدعو الى مقاومة الإستعمار الإسباني والفرنسي  بمناطق جبالة شمال المغرب .


بعد أعماله الوطنية وحماسه الوطني المنقطع النظير ؛ تعرض المرحوم للاعتقال من طرف سلطات الحماية الفرنسية سنة 1944، عندما أنتقد في إحدى أغانيه معمرا فرنسيا اسمه «القبطان صولي»، هذا المعمر كان يحكم المنطقة ويسلب خيرات أهلها تحت التهديد والترحيب ، كما تم منعه من دخول مدينة فاس سنة 1952 خوفا من انتشاره أغانيه الوطنية بين صفوف الحركة الوطنية بفاس توفي المرحوم سنة 2014م بعد عمر ناهز الثمانون عاما تاركا وراءه كما فنيا زاخرا لروحه الطاهرة الغفران والرحمة  .




Share To: