ورقة حول رواية:( كتامة ) أو ( حكاية سفر من أجل لوحة حشيش)  في عجالة للكاتب المغربي الروائي محمد العزوزي | بقلم الناقد والأديب المغربي علال الجعدوني 


ورقة حول رواية:( كتامة ) أو ( حكاية سفر من أجل لوحة حشيش)  في عجالة للكاتب المغربي الروائي محمد العزوزي | بقلم الناقد والأديب المغربي علال الجعدوني



لقد صدر للشاعر والقاص والروائي محمد العزوزي رواية (كتامة) أو (حكاية  سفر من أجل لوحة حشيش ) ،الطبعة الأولى سنة 2022 من مطبعة وراقة بلال فاس المغرب عدد صفحاتها  179  هي رواية مركبة ومتشعبة بلوحات فنية  إبداعية تترجم وقائع  وأحداث حقبة زمانية  تشد المتلقي الغوص في رحابها  بلهفة ، لكون الرواية تسرد صور دقيقة المعنى ، كما أنها رواية دسمة بالمعلومات التي عاشها جيل الستينات ،إذ تعرج بالمتلقي الوقوف على حقائق  عرفتها بلدة إساكن  كتامة في عهد الاستعمار الإسباني ، وانطلاقة الاستعدادات الفرنكاوية من سهل كتامة بمؤازرة المتحالفين المغاربة مع فرانكو لخوض الحرب في بلاده  ...

 وليس هذا فحسب فالرواية تبحر بالقارىء في سفرية التحدي للبحث عن اللغز الذي تركه عم  (جين)  الفنان المبدع ( جوناثان أدامز )  - عن كتامة الحلم - الذي جاب العالم شرقا و غربا انطلاقا من مانشيستر  لعرض منتاجاته الفنية في جل العواصم الغربية والشرقية ....

فالرواية مليئة بالحركات التحررية زمان تقاطع الايديولوجيات بين الشرق والغرب ، زمن انشار المد اليساري في بعض الدول العربيةو الغربية - وسنة 1968 خير دليل على أحداث فرنسا  - مع ظهور فن الهيبيزم الأمريكي ، مع المجموعات الغنائية  العاشقة للإبداع والرقص المتحرر أنذاك إلى غير ذلك من التقلبات المزاجية التي عرفها العالم في الواقع المعيشي ، بالإضافة إلى المغامرات الممتعه لجين التي انطلقت من مانشستر ولندن وباريس عبر فاس وتاونات وصولا إلى كتامة  لتعيش على إيقاع  الحلم الذي سكن ذاكرتها بعد إخبارها من الطيلاندية ( أونغ)صديقة عمها جوناثان .

جزما ،الرواية تستحق الوقوف على لوحاتها المتنوعة وقراءة ما تتضمنه من صور في منتهى الروعه والدقة  والإبداع المتميز ، إنها تحرك ذاكرة التاريخ بمواضيع دقيقة الدلالات  ، لهذا يجب قراءتها قراءة متأنية مع الوقوف على كل منعرجات الفصول الستة المحكية بحكمة وتبصر ومنهج يشد المتلقي بأسلوب شيق وجميل .  

و يمكن القول على أن الرواية تحاول إعطاء صورة عن كتامة في الستينات وكيف كانت محج الملايين من كل أرجاء العالم لموقعها الرائد في جغرافية المغرب لتوفرها على نبتة الكيف  الدائعة الصيت ( الحشيش) محليا ودوليا ، بحيث كانت تعتبر جنة الفردوس فوق الأرض المغربية لكل عاشق للحشيش . إذ كانت قبلة السواح من كل أرجاء العالم ، وكيف تحولت إلى أرض صلعاء بعدما تغيرت  طبيعة الحياة هناك  بقطع أشجار الأرز وجف أنهارها  وسواقيها وأصبحت تلبس حلة شبه درامية غير حلة الستينات وما قبل ....

بالإضافة للرواية  أبعادفنية راقية  وما تحتوي عليه من  متعة روائية ...

وقبل الختام  فالرواية  عبارة عن كم هائل من المعلومات الحية التي عشنا بعضها وغاب عنا بعض الوقائع التي سمعنا عنها فقط ولم نبحر في بحورها  نظرا لظروف الزمان والمكان التي صيغت فيها الأحداث .

رواية تستحق القراءة  ، دمت مبدعا  ....


✓ بقلم : علال الجعدوني المغرب .




Share To: