حديث الجمعة  |  رحمةمهداة 1 بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف 


حديث الجمعة  |  رحمةمهداة 1 بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف


أيها القارئ الكريم حدثتك فى الجمعة الماضية عن موضوع (مناخنا حياتنا) واليوم بإذن الله تعالى وتنفيذا للحملة التوعوية التى أطلقها الأزهر الشريف:

(رحمة مهداة) 

ماذا أقول عن سيد المرسلين (ﷺ) بعد وصف رب العالمين 

    ﴿... بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [التوبة ١٢٨]

فهو نفحة ورحمة ، هدية ومنحة ، نعمة ومنة ﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ إِذۡ بَعَثَ فِیهِمۡ رَسُولࣰا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ یَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتِهِۦ وَیُزَكِّیهِمۡ وَیُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبۡلُ لَفِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینٍ﴾ [آل عمران ١٦٤]" يتلو الايات ، ويزكى النفوس ، ويعلم الكتاب والحكمة﴿..... یَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتِهِۦ وَیُزَكِّیهِمۡ وَیُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبۡلُ لَفِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینٍ﴾ [آل عمران ١٦٤] ، إهداء الخالق للمخلوق ، وعطاء السماء للارض ، وزاد الدنيا للآخرة ، أفضل الخلق أجمعين ، ورحمة الله للعالمين﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا رَحۡمَةࣰ لِّلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [الأنبياء ١٠٧] إنه الرسول الأكرم ، والنبي الأعظم (ﷺ) ...!!

 تحفة ربانية ، وهدية إلهية ، وباقة زكية ، يفوح شذاها عبير الورود المحمدية ، والآثار النبوية ، تأخذ بأيدى الحائرين وتنير درب السائرين ، وتطمئن قلوب الراغبين ..!!

جاء (ﷺ) كريما رحيما ، تمثلته الرحمة ، فهى كلمة جميلة المبنى لطيفة المعنى ، تشرح الصدور ، وترقق القلوب ، كلمة تفيض حبا وعطفا وحنانا وخيرا ...!!

جاء - (ﷺ) نجاة للمؤمنين ورحمة للعالمين ﴿لَقَدۡ جَاۤءَكُمۡ رَسُولࣱ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِیزٌ عَلَیۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِیصٌ عَلَیۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [التوبة ١٢٨]

وهي رحمة خاصة بالمؤمنين ، في تفسير القرطبي ، قال الحسين بن الفضيل : لم يجمع الله لأحد من أنبيائه اسمين من أسمائه إلا النبى محمد (ﷺ) ، قال عنه: 

 ﴿.. بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [التوبة ١٢٨]وقال عن نفسهﷻ  

﴿.. إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [البقرة ١٤٣]

رحيم بالناس كل الناس قويهم وضعيفهم ، غنيهم وفقيرهم ، كبيرهم وصغيرهم ، أبيضهم وأسودهم ،كافرهم ومؤمنهم ...!!

 كان رسول الله يعفو ويصفح ، يمهل ويهمل ، يبشر ويصبر ، كان رحيما بالرجل ( قَامَ أعرَابِّى فَبَالَ في الْمَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ - (ﷺ) -: " دَعُوهُ وَهَرِيْقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلاً مِنْ مَاءٍ، أوْ ذَنُوباً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَم تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ ". ) ورحيما بالمرأة ( رفقا بالقوارير إنهم عوان عندكم ) أي أسيرات عندكم ، كان رحيما بالجماد (الجزع الذي كان يخطب عليه يحن اليه فيصدر صوتا لفراقه ، وفى الحرب كان يقول للصحابة لا تقطعوا شجرة ) والحيوان ( الجمل : اتقوا الله في هذه البهائم التي ملككم الله إياها ..) ، كان رحيما بالطيور (فقال في حمرة. : من فجع هذه بولدها؟ ، ردوا ولدها إليها ) 

والأطفال في عمر الزهور ( يقبل الحسن والحسين ، ويلاعبهم ، كان رحيما بالزوجة ( فيسابق عائشة ويلاطفها ويلاعبها ، وعندما جاء الفتح قال انصبوا لى خيمة عند قبر خديجة ) إحسانا ووفاء ، كان رحيما بالوالدين ( فارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه. 

كان (ﷺ) رحمة للعالمين .

كان (ﷺ) رفيقا بالامة ، بهتم بها ويخاف عليها ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : إن النبي (ﷺ) تلا قول الله تعالى في إبراهيم عليه السلام ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِی فَإِنَّهُۥ مِنِّیۖ وَمَنۡ عَصَانِی فَإِنَّكَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ ۝٣٦﴾ [إبراهيم -٣٦] ، وقول عيسي عليه السلام ﴿إِن تُعَذِّبۡهُمۡ فَإِنَّهُمۡ عِبَادُكَۖ وَإِن تَغۡفِرۡ لَهُمۡ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ﴾ [المائدة ١١٨]، فرفع يده وقال اللهم أمتي أمتي وبكى. فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك ؟ فأتاه جبريل عليه السلام فأخبره رسول الله (ﷺ) بما قال وهو اعلم ، فقال الله تعالي ياجبريل اذهب إلى محمد وقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءوك. رواه مسلم. 

قال المحدثون : هذا الحديث يبين لطف النبي (ﷺ) بالأمة ، ومكانته عند ربه ، وجواز رفع اليد في الدعاء ، وإن الله سيحقق للامة ما وعدها بشفاعة الرسول لها ....

كان النبي الكريم ، صاحب الخلق العظيم نعمة مسداة ورحمة مهداة ، أنعم الله تعالي به علي المؤمنين وغير المرمنين ... كيف ؟

إن الله ربَّى محمدًا ليربِّى به العرب ، وربَّى به العرب ليربِّى بهم الناس أجمعين ...

 اللهم وفقنا للاقتداء به ، والتأسى بسنته ...



Share To: