الشاعر والأديب السوري / عبد الكريم سيفو يكتب قصيدة تحت عنوان "رسائل أثيرية" 


الشاعر والأديب السوري / عبد الكريم سيفو يكتب قصيدة تحت عنوان "رسائل أثيرية"



هل صوتها ؟ أم كان لحن بــلابل ؟

هطلت على روحي , وكل  خمائلي


أمــواج  موســــيقا  تعانق  خافقي

ما  كنتُ  أدري  أنّ  صوتكِ  قـاتلي


يا  سحر  أنغام  الكمان  بهمســـــها

تنهيـــدة   كالنــــار  تحت  مراجلي


في  كل  آهٍ  طعنــــــــةٌ  تغتــــالني

أو  كأس  خمرٍ  ,  أو  غناء   عنادلِ


وأطيــــر  مثل  فراشـــــةٍ  بكلامها

وأحسّ  أنّ  الصحو  ليس  بطـائلِ


ضحكت, وقالت: ما لصوتكِ راجفٌ

فأجبتُ : قلبي من  يجاوب  سائلي


لا  تسأليني  : كم  أحبكِ  غـادتي ؟

إنّ  الســــــؤال  يـدكّ  كل  معاقلي


يكفي  إذا  ألقــــاكِ  ترتبك  الخُطى

وأتوه  في  عينيكِ  مثل  الجـــاهلِ


وأظلّ  مخموراً  ,  وثغركِ  مُسْـكِري

وطيور  قلبي  قد  غفت  بجـــدائلِ


وهضاب  صدركِ  تستبيح  مداركي

وأصير  مجنوناً , ولســتُ  بعــــاقلِ


يا  أنتِ , يا  امرأةً  أهيم  بســحرها

مثل  الحنين  سكنتِ  بين مفاصلي


من  ذا سينقذني  إذا  جنّ  الهوى ؟

وأخاف  أن  تقعي  بشِــرْكِ  حبائلي


ولذا  كتمتُ  هـــواكِ  ســـــرّاً  قاتلاً

ورميتُ  أحــــلامي  ببئر  تفــــاؤلي


هل  يفصح  المقتول عن  رغباتـه ؟

ما دمتِ فرضي في الهوى,ونوافلي


في  صوتكِ  المنسابِ  ألف  رســالةٍ

يا  ويل  قلبي  لو  تبوح  رســــائلي


ما سـرّ هذا الحبّ ؟  قولي  حلوتي

هل  يغرق  البحّــــار بين  جداولِ ؟


ذي  رايتي  البيضــــاءُ  أرفعها  إذنْ

ما عاد صبر الشـــوق  في  متناوَلي


كلّ  الســـنابل  في  حقولي  أينعتْ

ومصيرها  للحصـــد  تحت  مناجلِ


فترفّقي , هذا  الهوى  قــدري  الذي

قد كنتُ أخشى ,  وارْأفي  بسـنابلي


 




Share To: