الكاتبة اللبنانية / أ. دعاء قاسم منصور تكتب خاطرة تحت عنوان "أريده رجلًا... لا عدو!" 


الكاتبة اللبنانية / أ. دعاء قاسم منصور تكتب خاطرة تحت عنوان "أريده رجلًا... لا عدو!"


رجلًا يعاهدني أن يكون الوِصال بِحُب والفراق بِوِد، رجلًا لي لا عَلَيّْ، أن يضعني بعينه وفوق رأسه، أن يكون شريكًا لقلبي وسندًا لظهري لا عدوًا يطاردني في المحاكم الشرعية، وإن كان قدرنا الإنفصال وفي عهدتنا وتحت رعايتنا أطفال منا تربطنا فيما بيننا رابطة دم وروح وليالي سوية مؤنسة وأيام جميلة وذكريات مليئة بالمغامرات والنقاشات والخلافات والمصالحات والمصارحات، يذهب كل منا في طريق وصداقة تربطنا لصالح من اخترنا نحن انجابهم إلى الحياة وليسوا هم المسؤولون عن هذا الخيار وفُرِضت الحياة عليهم فرضًا، نبتعد ونقابل أولادنا سويًا لأجلهم ولأجل سلامتهم النفسية، لا يكون اللقاء في المحاكم الشرعية وبوجود القوى الأمنية، لا يخضعون للانتظار لإنهاء إجراءات التسليم أسبوعيًا، ولا أدعهم يَرَون المشكلات التي دفعتنا لهذه النقطة ولا مشكلات الأخريات بوجودهم في مكان يؤثر سلبًا على جوفهم.. نكون قد سبق واتفقنا على هذه  اللحظة، لا قدّر الله أن نصل لها، على طريقة الإنفصال وكيفية المتابعة كأصدقاء وإصدار حكمنا الخاص بالطلاق والحضانة والنفقة والتعليم والمسكن، وفوق أي إعتبار الملائكة التي لا ذنب لهم... رجلًا أفخر به وأرفع رأسي بأنه رحيم ورغم أنه لا نصيب لي  بالاستمرار معه إلا أنه كان حنون ورقيق لأبعد الحدود، علمًا أن الرجل لا يصل لهذه النقطة فهو يُصلح ولا يُهدِم ولكن يكون قد شاء القدر... رجل بكل ما للرجولة من وصف، يحترم ويحِن ويطبطب ويحافظ ولا يتحول إلى عدو لنفسه ولنصفه ولا يحرم المرأة من أبناء رحمها ولا يضع أولاده في موقفٍ مؤلم وذو صعوبة ويطبع في رأسهم ويؤثر في نفوسهم إلى النفس الأخير...

إذًا أريده رجلًا سويًا نفسيًا، حنونًا لا يملّ من ثرثرتي وأخذي بين ذراعيه دائمًا... زوجًا، أبًا، أخًا، وشريكًا بكل الأمور ونصفًا نكتمل سويًا ونشكّل واحدًا غير قابل للتجزئة... بكل المعايير وبجميع الحالات ملجئًا دافئًا! وسيُقابَل بالمثل...


Share To: