الكاتبة السودانية / هنادي إسحق إسماعيل تكتب خاطرة تحت عنوان "فاجعة الرحيل" 


الكاتبة السودانية / هنادي إسحق إسماعيل تكتب خاطرة تحت عنوان "فاجعة الرحيل"



 إلى أمي...

 اليك وانتي في دهاليز الغياب، إلى روحك الطاهرة في السماء...

   الحنين إليك أعمق من نثره في وريقات تتساقط أشتاتًا، فالحاجة اليك اصبحت جواز سفر المسافة واستراحة، جواز سفر في عيون القصائد ومسافة تخط فينا، نقيس لحظات الاصطبار،  فومضت ذكراك كانت سرعتها مدهشة لم تترك لي مجالًا لنسج املائي،  فـالكتابة عنكِ إمتحان رسبت فيه قبل أن أبدا /لأنني أجهل ما يقال...  لذا أفضي إليكِ بأمنية سرقتها منك وأنتي تنثرين الأشجان للمصلوبين على معضلة الحرمان،  فأعدت تكوينها ورسمت على سنا الاشراق حروفًا هي عنوان انتصاري على الحزن بفقدك ... فاخذت على نفسي عهدًا أن أظل وفية لما تعلمته منكِ وأقول صادقة ما بقلبي نثرًاوشعرًا ولكني قبل أن أبوح بأُمنيتي رحلتي  بعيدًا وبقيت منكِ ذكرى توارقني... تموت معها الكلمات، حاولت أن أترسم طريقكِ وأنتي تخطؤين على الأمواج فلم أدركك فانتي وحدكِ من يسير فوق الماء دون ان يبتل وهذا سر تفردك تعلمته منكِ وانتي تشدي .. تعدي، مواكب ذكراكِ تلاحق محطات الوداع تلامس الاوتار تغني وتشتل في مدائن الامل ورودًا بلون البنفسج أجمل مما يصبغ بالألوان الذائفة، فقد كانت أُمنيتي أن أقطف وردة من حقل نفسي شتلتها ورعيتها فتفتحت وأصبحت قِبلة للناظرين فخفت ان يقطفها غيري وكنت دومًا أستبشر بكلماتكِ التي تبلل دفاتري بمواد أدمنت عشق القوافي الندبة ولازالت الأُمنية في أعماقي أعزف لها لحن الوعود... لكنني أشفق عليها  

 فقد قرعت الاجراس ونادى المنادي بالرحيل وهذا قدرنا... فغبتي عنا جسدًا لكن روحك الشفافة إمتزجت بنا وحطت في قلوبنا منذ أمد بعيد نغرس حواليها شجرًا صندليًا... رحلتي وتركتي عباراتكِ ونصائحك على سبورة الاحزان نغمًا يردد في صدى الازمان...!


 



Share To: