الكاتب الجزائري / هشام بن لوصيف يكتب مقالًا تحت عنوان "شذرات حول تحرير الكتابة" 


الكاتب الجزائري / هشام بن لوصيف يكتب مقالًا تحت عنوان "شذرات حول تحرير الكتابة"


بلانشو ،سارتر

*يبدأ الأدب في الوقت الذي يصبح فيه تساؤلا*

لماذا أكتب ؟ولمن أكتب؟

...لقد صحبته-كالعادة-للنزهة في حقل الملاهي ،وكان هناك جمع كبير من الناس حول البيوت المتنقلة فوقفت أنظر ،وعندما اردت الرحيل ،كان قد اختفى ...

منذ مدة طويلة وأنا أريد أن أشتري له طوقا أقل اتساعا ،ولكنني لم أكن أعتقد أبدا أن ذلك القذر يمكن أن يرحل ،بمثل تلك السهولة...

يكتب البعض عن الأخلاق ويكتب البعض الآخر عن الطقوس الدينية،لكن هناك من يرثي فراق كلب ،هذا الفراق قد لايحتمل ،إنه فاجعة-نكبة- ،أن ينفصل عن كلبه الذي يقوده وهو أعمى هي الكارثة/désastre.إنه انفصال عن نجم.لان المسير في الظلام  يستدعي الاهتداء بنجم...

هل يمكن أن يتبنى كلبا غير الأول؟

لا حتما،قد يكتفي باختلاس النظر إلى جارته المتحررة والقلقة ،والتي كبرت وبدأت تكتب -هي الأخرى-شغفها على جدارالغرفة المتآكلة حيث ألفت اللعب لما كانت طفلة أما الآن فهذا كله صار انحراف صغير ومأساوي وهزلي.هكذا نخطو الخطوة الخاطئة............................ هيدغر ،ريكور

أأفكر في الإقدام على عمل مثل -ذلك-العمل،ثم أشعر بخوف لأمر تافه هذه التفاهة؟نعم،إن كل شيء موجود بين يدي الإنسان،ومع ذلك يدع الإنسان لكل شيء أن يمر تحت أنفه...وما ذلك إلا أن الإنسان جبان...

في شارع مكتظ وضاج،صخبه يعلو ويدنو[أنا هنا لا أكترث]إنني نزلت ألتمس التسلية،الشارع تعددت دروبه والتبست نهاياتها؛عفوا...

عذرا...ما الذي يجري؟سألت.

أجابني أحد المحتشدين[الفضوليين]:نزاع ...صراع.

سالت:ما الموضوع.

أجابني آخر:سوء الفهم.

تبسمت وقلت:هي نزوة خيال لا أكثر.

بعدها رد علي ثالث بمكر...أحدهما أبكم ملك المعنى وخانه المبنى،أما الآخر فأتقن اللعبة وأبدع.

غادرت مستغربا،رفعت رأسي وأنا أمشي وقعت عيناي على شابة صهباء جزمت أنه يجري في عروقها دم هادىء ونقي ،تبادلنا النظر للحظات،عاودت أنا مسيري وراحت هي تنشر ملابسها وتفتح طيات فراشها لتبهر مرارا كل من مر من الشارع.

 



Share To: