الكاتبة السودانية / تسنيم عبد السيد تكتب : أشققت عن صدره؟
في واحدة من المعارك قَتل أسامة بن زيد أحد المشركين بعد أن قال "لا إله إلا الله"، فعاتبه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أقتلته بعد ما قال "لا إله إلا الله"، فقال أسامة للنبي محمد: إنما قالها خوفًا من السيف يا رسول الله، فرد النبي صلى الله عليه وسلم ( أشققت عن صدره)، أي هل فتحت قلبه وعرفت ما نيته فيما قال؟!.
وكأنه صلى الله عليه وسلم أراد أن يعلمنا درساً في حُسن الظن بالآخر والتعامل بالحُسنى والترفُق بالخلق، فيجب أن نعلم جميعًا أن الدواخل لا يعلمها سوى الله، وعليه يتوجب علينا أن نتعامل مع الآخر بما يبدر منه من سلوك وأفعال وليس ما يبطنه في قلبه من شرٍ أو خير فالله حسيبه.
في هذا الزمان لم نعد نُسيء الظن فحسب، بل نتصيد الأخطاء ونشمت ونشتم ونتنمر ونتنابذ ولا يراعي أحدنا للآخر إلا من رحم ربي، وصدق من قال: التمس لأخيك سبعين عذرا فإن لم تجد له عذراً فقل لعل له عذرا لا أعرفه.
البعض يقول إن ما لا يرتاح له قلبك لا تثق به، لايمانهم أن القلب أبصر من العين، وذلك اعتقادي أيضًا، ولا أظنه يتعارض مع التعامل الحسن مع عامة الخلق؛ القريب والبعيد على حدٍ سواء، أما الثقة والمحبة فستجد من يجدر بها ويستحقها، وحينها فقط ستتعامل بقلبك وعقلك معاً.
أخيراً أقول: أحسنوا الظن، عامِلوا الناس كما تُحبوا أن تُعاملوا، نقوا قلوبكم لتتجمل وجوهكم، قدِموا الخير وإن جُزيتم بالشر، فابتعدوا ولا تؤذوا فإن الله قد رأى كل شيء وسيقتص لك حتماً، بادروا بالمعروف ولا تنتظروا من أحدٍ جزاءًا ولا شُكورا.
Post A Comment: