الكاتبة السودانية / هنادي إسحق إسماعيل تكتب خاطرة تحت عنوان "الساعة العاشرة واحدى عشر دقيقة" 


الكاتبة السودانية / هنادي إسحق إسماعيل تكتب خاطرة تحت عنوان "الساعة العاشرة واحدى عشر دقيقة"



الساعة العاشرة واحدى عشر دقيقة، عندما خيّم الظلام وبسطتِ السماء ردائها مع نجومٍ خفيفة، على شرفة منزلهما الصغير الذي لا يتسع سوى للحب، تحضر له الشاي ويجلسان سويةً مع صوت مذياعٍ منخفض يستمعان لمرثية نزار قباني لمحبوبته بلقيس، وتبدأ بثرثتها المعتادة واسئلتها الكثيرة:

-يا لجمالِ هذه الكلمات الممزوجة بشيءٍ من الألم والحزن، هل لكَ أن ترثيني بعد رحيلي كما فعل نزار لمحبوبته؟

 ⁃ أجابها مبتدئًا بطريقته المعتادة: ربما أتعلم كتابة القصائد والشعر، واكمل اجابتهُ بوصفٍ دقيق لجمالها حائرًا من أين أبدأ؟

 ⁃ أبصوتكِ العذبِ الشجي 

 ⁃ أم لونُ عينيكِ البهيّ

 ⁃ أم خدكِ البُني

 ⁃ قالت لهُ: نزار رثا حبيبتهِ بـأنها اجمل الملكات في تاريخ بابل وانت تُرثيني قائلًا  خدكِ البُني وصوتكِ العذبِ الشجي؟ 

 ⁃ اجاب بصوت منخفض: صح هو كلام بسيط لكنه طالع من قلبي.

 ⁃ حتى صوتكَ اصبحَ منخفضًا، عرفتُ جواب اسئلتي. رثائُك لي هو اللاشيء! 

فقال لها: "كِل الاشياء تُرثيكِ حتى انا، تتباهين قائلةً بـأن نزار رثا حبيبتهُ بلقيس بقصائدِ، فـأنا ارُثي حبيبتي بـقلبي فكيف أرثيكِ! فلا حياة لي بعدكِ وإن كانت لـيلوموني...

نظرت إليه بدهشةٍ فليس لها إجابة وختمت المساء والاسئلة بكلمة واحدة فقط "أحبكَ".


 




Share To: