الأديب المغربي / مصطفى سريتي يكتب قصيدة تحت عنوان "شهقة عين دامعة"
بجمال عينيك قد تتوهج الأنوارُ
إن أظلمت عيناي فسراجها القمرُ
و بصبابة فؤادك تُكتَشف الأسرارُ
فالقلب يحن قبل أن يأتيه الخبرُ
لكم شربت دموعا منبعها الأخبارُ
و تجرعت علقم هجرٍ سَنه السفرُ
فشهِقت لما رفضت حُبِّيَ الأقدارُ
كغريقٍ في بحار جفنيكِ سينتحرُ
قد تهون الموت إن طالت الأعمارُ
و دونك يقاتلني اليأس و الضجرُ
يشح ينبوع قلبي فتجف الأزهارُ
فؤادي فِلِّينٌ متَصلّبٌ كأنه الحَجرُ
و لي فيك البقاء بديلا والأوطارُ
و الفوز بالقبول و النَّيْل و الظفرُ
جودك سُحُب غيث رَيُّها الأمطارُ
صبيبها خيرٌ تحبه الأنعام و البشرُ
الربى بخضرتها تسعد و الأشجارُ
محِبٌّ لك يجذبه الحِسُّ و البصرُ
كخرير أحدثته السيول و الأنهارُ
و عذوبة الألحان يحلو بها السهرُ
طربا لغناء بسعادة روتها الأشعارُ
ففيها حِكمٌ تُحكى للناس و العِبرُ
يجوب سمعها الأمصار و الأقطارُ
بها مسافات طواها السن و الكبرُ
كغشاوة عيون تزاح عنها الأنظارُ
هجرٌ يَئِن بُعدا به الغيض والشررُ
فتطاق له أحمال العشق والأوزارُ
إن فقدتك همت كمن يفتقد الأثرُ
وإن عدت عاد العاشقون الأحرارُ
لقبلة حب سادته الحيطة والحذر
Post A Comment: