الأديبة المغربية / لطيفة تقني تكتب قصيدة تحت عنوان "أَسَفي عَلى جيلٍ تائِهٍ"


الأديبة المغربية / لطيفة تقني تكتب قصيدة تحت عنوان "أَسَفي عَلى جيلٍ تائِهٍ"




**************************

قِفْ لِلْمُعَلِْمِ كَيْفَ صِرْتَ غَريمَهُ؟! 

هَذا الْمُعَلِّمُ قَدْ هَداكَ طَويلا


يَأْتي لِفَصْلِكَ والْعُلومُ تُحيطُهُ

نورًا يُضيءُ جَهالَةً وسَبيلا


مِثْلُ الْمَلاكِ بِطُهْرِهِ وسَخائِهِ

ما كانَ يَوْمًا في الْعَطاءِ بَخيلا


قَدْ حَوَّلَ الْبَيْداءَ  رَوْضًا زاهِرًا

فَغَدا الْهَواءُ بِها يَهُبُّ عَليلا


ومَحا الْجَهالَةَ مِنْ كُهوفِكَ جاهِدا

لِتَكونَ فَرْدًا صالِحًا وجَميلا


قَدْ كُنْتَ بورًا فَاسْتَعانَ بِصَبْرِهِ

وأَزالَ شوكًا يُفْسِدُ الْإِكْليلَا


في الْعَقْلِ يَنْثُرُ عِطْرَ وَرْدٍ فائِحٍ

لِتَصيرَ ذا خُلُقٍ يَفيضُ مَسيلا


أَسَفي على جيلٍ ضَعيفٍ تائِهٍ

تَرَكَ الدِّراسَةَ فاسْتَحالَ ذَليلا

 

كَمْ صارَ يَسْعى لِلْمَشاكِلِ باعِثًا

شَغَبًا ولَهْوًا يُطْفِئانِ فَتيلا


ومَضى يُشاغِبُ مُزْعِجًا أُستاذَهُ

ما هَمَّهُ  أَنْ يُخْمِدُ الْقِنْديلَا


ما هَمَّهُ أَنْ يَقْتُلَ الْوَقْتَ الَّذي

إِنْ ضاعَ هَدْرًا قَدْ يَصيرُ قَتيلا


قِفْ لِلْمُعَلِّمِ يا بُنَيَّ وقُلْ لَهُ... 

 قَوْلًا كَريمًا قَدْ يُسَرُّ قَلبا


كُنْ سامِعًا لِشُروحِهِ وعُلومِهِ

 ودَعِ التَّلاعُبَ كَيْ تَكونَ نَبيلا


عيدُ الْمُعَلِّمِ غَيْرُ كافٍ لا يَفي

حَقَّ الَّذي جَعَلَ الْعُقولَ صَهيلا


إِنَّ الْمُدَرِّسَ يا بُنَيَّ مَنارَةٌ

تَهْدي الضَّليلَ إِذا أَضاعَ دَليلا


إِنّي بِمَيْدانِ الْمُعَلِّمِ أُخْتُهُ

ورَأَيْتُ كَمْ يَشْقى لِيُنْشِئَ جيلا


   




Share To: