حديث الجمعة | رحمة مهداة 5 تحت عنوان "ما يصيبنى لم يمنعنى مما يثيبنى" بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف 


حديث الجمعة | رحمة مهداة 5 تحت عنوان "ما يصيبنى لم يمنعنى مما يثيبنى" بقلم فضيلة الشيخ أنور توفيق موجه الوعظ بالأزهر الشريف


أيها القارئ الكريم حدثتك فى الجمعة الماضية عن رحمته(ﷺ) بأهل الكتاب. (النصارى) 

واليوم بإذن الله تعالى واستجابة للحملة الدعوية التى أطلقها الأزهر الشريف( رحمة مهداة) 

أحدثك عن رحمته (ﷺ)  بالأطفال 

فأقول وبالله التوفيق: لعلك تنتفع معى بهذا المقال ونقتدى معا بخير الرجال ونحظى بالقدوة الحسنة والامتثال

أولا/زيارته صلى الله عليه وسلم لهم، فمن رحمة النبى (ﷺ)بالأطفال أنه كان يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح رؤوسهم (رواه النسائى  

ثانيا/ومن رحمته (ﷺ)بالصغار أنه كان يُؤتى بالصبيان فيُبرّكُ عليهم ويحنكهم (رواه مسلم). ومعنى يُبرّكُ عليهم: يمسحهم بيده الشريفة ويدعو لهم:

عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه ، قال : ( كان رسول الله إذا قدم من سفر تلقي بصبيان أهل بيته ، قال : وإنه قدم من سفر فسبق بى إليه، فحملني بين یدیه ، ثم جيء بأحد ابنى فاطمة ، فأردفه خلفه ، قال : فأدخلنا المدينة، ثلاثة على دابة)

ثالثا /رحمته وشفقته بالأطفال

لقد كان النبي (ﷺ) أرحم الناس بالأطفال فكان رسول الله (ﷺ) لا يصبر على بكاء طفل ولا على ألمه.. يروي أبو قتادة أن رسول الله (ﷺ) كان يصلي وهو حامل أُمَامَة بنت زينب بنت رسول الله فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها ،ومع ذلك فهو لا يصبر على بكاء الطفلة أُمَامَة حفيدته، فيحملها حتى في أثناء الصلاة ،بل إن رحمته كانت تجعله يطيل أو يُقصِّر من صلاته بحسب ما يريح الأطفال

والقصة يرويها شداد بن الهاد ويقول فيها: "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حَسَنًا أو حسينًا، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلَّى فسجد بين ظهرانى صلاته سجدة أطالها قال أبي: فرفعت رأسي وإذا الصبى على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت إلى سجودى، فلما قضى رسول الله  الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهرانى صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك، قال: "كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ وَلَكِنَّ ابْنِى ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيى حَاجَتَهُ"

رابعا تقبيله الأطفال  عن أَبي هُرَيْرَةَ  قَالَ: قبَّل النَّبِيُّ (ﷺ) الْحسنَ بنَ عَليٍّ رضي اللَّه عنهما، وَعِنْدَهُ الأَقْرعُ بْنُ حَابِسٍ، فَقَالَ الأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشرةً مِنَ الْولَدِ مَا قَبَّلتُ مِنْهُمْ أَحدًا، فنَظَر إِلَيْهِ رسولُ اللَّه (ﷺ) فقَالَ: مَن لا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ متفقٌ عَلَيهِ.

كما أن تقبيل الصبي من مظاهر الرحمة والشفقة، وفي قوله (ﷺ): "من لا يرحم لا يُرحم" دليلٌ على أن الجزاء من جنس العمل، فمن حرم الأطفال من الرحمة والشفقة حرمه الله تعالى منها يوم القيامة.

خامسا زيارته للأطفال والسلام عليهم فقد ثبت عنه (ﷺ) أنه كان يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح رؤوسهم (رواه النسائى.

ومن رحمته (ﷺ) بالصغار أنه كان يُؤتى بالصبيان فيُبرّكُ عليهم ويحنكهم (رواه مسلم).

سادسا بكاؤه لألم الصبى وفراقه

عن أنس -رضي الله عنه-: أن رسول الله (ﷺ) دخل على ابنه إبراهيم -رضي الله عنه- وهو يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تذرفان. فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟! فقال: «يا ابن عوف إنها رحمة» ثم أتبعها بأخرى، فقال: «إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون». رواه البخارى ومسلم  

فأعطى النبي (ﷺ) حق العبودية في الصبر والرضا والتسليم لأمر الله تعالى. وأعطى ابنه حقه في الرحمة والشفقة وذرف الدمع والحزن على فراقه وهذا من أكمل صور العبودية.

ولما مات ابن ابنته ففاضت عيناه (ﷺ)، فقال له سعد بن عبادة: ما هذا يا رسول الله؟ فقال: "إنها رحمةٌ، جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" (متفق عليه).

عيادة المرضى من الصبيان وتمنى الخيرلهم 

ثبت أنه (ﷺ) زار غلاماً يهودياً مريضاً كان يخدمه. فقال له: "قل لا إله إلا الله" فنظر الغلام إلى أبيه. فقال له: أطع أبا القاسم. فقالها الغلام. فقال النبي (ﷺ): "الحمد لله الذى أنقذه من النار" (رواه البخارى

هذا وإن كان في الأجل بقية فالحديث موصول مع خصائص سيدنا الرسول وإن كانت الأخرى فالغفوعند الله مرجو ومأمول سائلا المولى عز وجل لى ولكم القبول وحب وشفاعة سيدنا وحبيبنا محمد الرسول. 


Share To: