الأديب المصري / رضا ياسين يكتب قصيدة تحت عنوان "إرْث الْكَهَنَة" 


الأديب المصري / رضا ياسين يكتب قصيدة تحت عنوان "إرْث الْكَهَنَة"


                            ____________


الْمُدُن المتوحشة 

 

لَا تبتهج للعابرين

 

الَّذِين تَرَكُوا الشَّمْس وَرَاءَهُم 


غارقة فِى الأَزْرَق الشَّاسِع 


وَالنِّسَاء الرُّخَام يراقبن  في صَمْت 


كان القمر وَحِيدًا 


والأغانى مبعثرة على الطُّرُقَات 


دُون أَلَم 


دُون حنَيْن

 

فَقَط . . . الْأَنْفَاس اللاهثة

 

لِأَرْوَاح شريدة


تتخفى فِى لحظتها العَابِرَة 


وتتساءل 


هَل مَازِلْنَا أحْيَاء ؟ 


***** 


عَلَى مَقْهَى الرُّوح 


جَلَس الْعَابِر يُرَتِّب أَوْرَاقَه 


وَيُشْعِل فِى جَمْرَة اليأْس

 

بَعْض الذِّكْرَيَات 


والطفولة البائسة 


(أكملينى) 


هَكَذَا همس فى الأمس القريب

ُ 

مِيرَاث اللَّعنة أحنى ظَهْره

 

فِى اللَّحْظَة الغادرة 


وَالْكَهَنَة يَكْتُبُون (كتاب الموتى)

 

فَيَتَّكِئُ عَلَى غَيْمة


وَيُقبل خَدّ الْقَمَر 


****** 


ياللشاعر الْمِسْكِين 


مُفْلِسٌ إلَّا مِنْ كَلِمَاتِه


ِ يطلقها كل مساء


فتضطرب الْمُدُن السَّرَاب 


سيهدر أَحَدُهُم دَمه

 

ويشي بِه الْمُخْبِرُون 


بَيْنَمَا يَضْحَك الطَّمْي وَاللَّيْل

 

وَالنُّجُوم فِى الْأَعَالِي 


******** 


الغابات الَّتِى قَامَت حولي فَجْأَة 


والبحيرات الْمَرَّة 


الأمنيات المسكوبة كفنجان القَهْوَة

 

والرؤى الْوَاهِمَة 


لَمْ تَكُنْ لِعَالم أَفْضَل 


دلينى إذْن 


عَلَى طَرِيقِ سَلَكته مَلَائِكَة

 

وَلَم تَتَلَوَّث أَجْنحتها؟! 


عازِف النّاي الْفَقِير 


جَمْع الزُّهُور الْبَرِّيَّة 


وَصَرَخ 


أَيُّهَا الْمَوْت تَعَال

 

هَذَا قُرْبَان مَنْ دَمِي

َ 

كُنّ ضيفى الْأَخِير 


علنى أَجِد طَرِيقًا لِلْمَغِيب 


********** 


هل تدرين 


كم رسمت (هيباتيا) من الأحلام


على كل باب


لكن الأوغاد الممسوسين


قدوا قميصها


واستحلوا عنقها


بينما عميان آخرون


وقفوا يلتقطون صورة أخيرة


ل (نيره اشرف) فى الظهيرة


كغزالة فاجأها الصياد والنصل


فشهقت


وأغلقت عيناها


*********


أَيُّهَا الْكَهَنَة 


كم فجيعة تُرِيدُون 


حَتَّى تَسْتَقِرَّ أضرحتكم 


كَمْ مِنْ الْوَقْتِ سيمر 


كَى تَكْتَمِل الْمَلْهَاة

 

وتعلو أَصْوَات الْبَاعَة

 

فِى الطُّرُقَات

 

******* 


هِى تُحِبّ حُقُول الْقَمْح

 

وَالزَّيْتُون 


وتخبئ الأحلام فِى أدراجها 


هِى النَّهْر 


وَالرِّيح 


وَالضَّوْء 


وَهُوَ الفوضوي

 

مُوحِش وكئيب

 

لَا يَحْمِلُ أَىّ يَقِين 


لَا يَحْمِلُ غَيْر الخسارات 


رَأَى الْأَجْسَاد فِى الْمَيَادِين تَتَسَاقَط 


رَأَى الْعُشَّاق يلوحون لِلسَّمَاء


ويرتفعون فِى عُرْس جَلِيل

 

وَلَا يودعهم أَحَدٌ

 

هَكَذَا اللَّيْل امْتَدّ 


بِطُول الطَّرِيق

 

مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى بَيْتِي

 

من يدلنى على تاريخ آخر للبكاء


كَي أهمس فِى اِنْكِسار 


لَسْتُ بِخَيْرِ يَا حبيبتى 


لَسْتُ بِخَيْر

*********"***


مارق من خرافة الشعر والقوم

 

إلَى ظِلِّ لَيْسَ ظِلِّي 


لَم أعاكس الرِّيح 


لَكِنَّهَا وزعتني عَلَى الْجِهَاتِ الْأَرْبَعِ 


وَالْبِلَاد الْبَعِيدَة 


فاجمعي طيورك الْمُهَاجِرَة 


قَبْلَ أَنْ تتساءل : 


هَل مَازِلْنَا أحْيَاء ؟ 


****"*"**"""*"" 


رِضَا يَاسِين

Share To: