الأديبة المغربية / خديجة الخليفي تكتب مقالًا تحت عنوان "لا للتلوث!"
لا أريد التحدث هنا عن لا النافية ولا الناهية! وإنما أريد التحدث عن لا أخرى!
"لا" تلك التي تسكن كل فرد منا، لا تلك التي يزعجها التلوث في قيلولتها ولا يرحمها، فتنتفض وتصرخ وتحمل عصيها مدافعة عن طهارة ونقاء وجدانها.
من هنا، يبدو جليا أن التلوث الذي أتحدث عنه ليس التلوث البيئي بالمعنى الذي نعرفه جميعا، بل أتحدث عن تلوث بيئة المشاعر وتلوث الوجدان!
ومخطئ من يعتقد أن الوجدان لا يتلوث!
الوجدان يفسد عندما يفاجأ بأفكار تسبح في دنيا الفرضيات. الوجدان يمرض عندما يضطر لسماع أفكار تسبح في دنيا الشك!
ياه!
ألهذا الحد تنزف الثقة وتصاب بأنيميا حادة!
ياه!
ألهذا الحد يرى الآخر أن كل من يعمر الحياة كاذب؟!
ياه!
ألهذا الحد قتلوا ودفنوا التسامح ؟!
ما جدوى أن يسجل المرء في المدارس إذا لم تزرع في قلبه حب الحياة وحب الناس وحب التفاؤل ومحاربة الحقد؟
ما جدوى الكتب إذا لم تستطع محاربة فقر القلوب؟
ما جدوى الآباء إذا لم يقولوا لأبناءهم أن الحياة حب وتفاؤل وتسامح ونسيان ؟
أين الخلل ؟ أين الخلل؟
هل يجب بناء مسرح في كل بيت؟ في كل مدرسة؟ في كل عقل؟ هل يجب سكب ألوان الورد في كل قلب؟ هل يجب زرع معزوفة وأغنية أصيلة في كل أذن؟
أين الخلل يا ربي ؟
يا ربي، أين الخلل ؟
لا للتلوث!
بقلم خديجة الخليفي
30 أكتوبر 2022
Post A Comment: