الأديبة المصرية / مها صبري تكتب : لقد سُجّنا داخل أعماقنا! 


الأديبة المصرية / مها صبري تكتب : لقد سُجّنا داخل أعماقنا!


لم يكن سجننا هو قضبان وسلاسل وحراس تقف على بابه..

لقد سُجّنا داخل أعماقنا.. فمنا من سُجَن داخل ماضيه، تمر الأيام أمامه دون القدرة على الإمساك بها أو اللحاق بما تبقى منها ليحياه..

منا من سُجَن في حاضره، عالق به، يترجاه أن يهون، أن يلين ويترجل خارج إطاره الروتيني اللعين..

ومنا من سُجَن في مستقبله رغم أنه لم يأتِ بعد ولكنه يؤجل كل شئ ظنا منه أن القادم أفضل، أن الغد يحمل في طياته السعادة، السعادة التي فقدها في الماضي ونسي طعمها في الوقت الحالي..

أما عن سجني أنا فهو سجن مختلف، يصعب على الكثير تحمّله ألا وهو سجن الخوف..

الخوف من شبح الماضي الذي مازال يطاردني، الخوف من حاضر مُمّل وكأنه المنتصف المميت والخوف من مستقبل تتحقق فيه الأحلام ونفقد فيه الأحباب لأن الأعمار ليست بأيدينا..

وما من سبيل لنتحكم في ماضينا ونغلق الأبواب عليه

 ولا هناك من يجبر الأيام لتصبح طوع أمانينا ولا نحن من العرافين لنرى القادم من بعيد ونطمئن..

 ‏أخبرني يا من تقرأ حروفي من أي خوف تعاني؟

 ‏



Share To: