لا تجعل بائع فجل يحدد قيمتك | بقلم الكاتب الصحافي المصري شعبان ثابت
أصدقائي وقرائي الأعزاء هذه القصة لطلاب العلم الذين يعرفون قيمة العلم جيدا تابع معي للنهاية لعلك تصل إلى معنى عنوان المقال
أولا وقبل كل شئ كامل إحترامي وتقديري لبائع الفجل والجرجير وأي بائع شريف يكسب قوته بالحلال من أي شيء يبيعه
حدثت الحكاية في مدينة (سامراء) في شمال بغداد كانت مدينة علم وفيها جامعة كبيرة على رأس هذه الجامعة العلامة الكبير
( أبو الحسن )
وكان أبو الحسن من ألمع رجالات الفكر في العراق ولديه عدد كبير من الطلاب من جميع البلدان العربية.
وكان من بين تلامذته تلميذ فقير الحال
لكنه يحمل ذهناً متوقداً وكان طُموح التلميذ أن يصبح أحد أعمدة العلم في العراق
وفي يوم شديد الحرارة خرج التلميذ الفقير من الدرس جائعاً إلى السوق يحمل في جيبه فلساً ونصف الفلس لكن الوجبة من الخبز والفجل تكلف فلسين؟
إشترى بفلس واحد خبزة واحدة وذهب الى صاحب محل الخضروات وطلب منه ربطة (فجل)
وقال للبائع :
معي نصف فلس فقط فرد عليه البائع ولكن ربطة الفجل بفلسٍ واحد
قال الولد :
سوف أفيدك في مسالة علمية أو فقهية مقابل الفجل فرد عليه بائع الفجل :
لو كان علمك ينفع لكسبت نصف فلس من أجل إكمال سعر ربطة فجل واحدة
إذهب وإنقع علمك بالماﺀ وإشربه حتى تشبع؟
كانت كلمات البائع أشد من ضرب السياط على نفسه
قال الولد لنفسه :
نعم لو كان علمي ينفع لأكملت به سعر ربطة الفجل الواحدة نصف فلس عِلْْم عشر سنوات لم يجلب لي نصف فلس
لأتركن الجامعة وأبحث عن عمل يليق بي وأستطيع أن أشتري ما أشتهي؟؟
بعد أيام من الغياب إفتقد الأستاذ الكبير تلميذه النجيب
وفي قاعة الدرس سأل الطلاب أين زميلكم المجتهد
فرد عليه الطلاب إنه تخلى عن الجامعة والتحق بعملٍ يتغلب فيه على ظروفه القاسية
أخذ الاستاذ عنوان الطالب وذهب إلى بيته كي يطمئن عليه
سأله الأستاذ عن سبب تركه الجامعة
فرد عليه سارداً له القصة كاملة وعيناه تذرفان الدموع بغزارة
فأجابه أستاذه إن كنت تحتاج إلى نقود إليك خاتمي هذا إذهب وبعه وأصلح به حالك
قال الولد أنا كرهت العلم لأني لم أنتفع منه
قٓبٍل الطالب هدية أستاذه وسار إلى محلات الصاغة وهناك عرض الخاتم للبيع
إستغرب الصائغ وقال :
أشتري منك الخاتم بألف دينار ولكن من أين لك هذا الخاتم؟
فقال هو هدية لي من عند أستاذي ( أبو الحسن )
ذهب الصائغ مع التلميذ وقابلا الأستاذ وإطمئن الصائغ إلى صدق الطالب
أعطى الصائغ ثمن الخاتم إلى الطالب ورحل
قال الأستاذ :
أين ذهبت عندما أردت بيع الخاتم
فرد الطالب إلى محلات الصاغة بالطبع
فرد عليه الأستاذ :
لماذا ذهبت إلى محلات الصاغة
وليس إلى بائع الفجل
فرد عليه الطالب هناك يثمنون الخواتم والمعادن الثمينة
فرد عليه الاستاذ متعجباً:
فلماذا إذا قبلت أن يُثٓمٍنك بائع الفجل؟ ويُثمٍن علمك؟ ويقول إن علمك لا ينفع شيئا؟
هل يُثمٍن بائع الفجل علمك؟ لايُثٓمٍن الشيﺀ سوى من يعرف قيمته
وأنا أُثمنٓك إنك من أعظم طلابي
يابني لا تدع من لا يعرف قيمتك يُثمنك ثمّن علمك عند من يعرف قدرك إرجع إلى درسك وعلمك
كم مرة نقع ضمن تثمين خاطئ من شخص لا يعرف قيمتنا
والتقييم لا يصح إلا من أصحاب العلم والاختصاص الذين يعرفون قيمة الإنسان مهما كان صغيرا
(الناس معادن ولايعرف قيمة المعدن النفيس إلا الصاغة)
لاتدع فاشل يحكم عليك أو يحبطك فالذهب مهما وضعت عليه من تراب يبقى ذهب والفالصوا فالصوا حتى لو لمع
وإلى أن نلتقي في مقال آخر أترككم في رعاية الله وحفظه
Post A Comment: