"أنا كدا تمام" | بقلم الكاتبة السودانية تسنيم عبد السيد 


"أنا كدا تمام" | بقلم الكاتبة السودانية تسنيم عبد السيد



أحدهم كان كثيرًا ما يُعلق على الأكل واللبس والمكان، لم يحدث أن أحضرت له كوبًا من الماء ولم يقل ساخنة أو فاترة جدًا أو الكوب به رائحة أو الماء معتكر، هكذا دائمًا في أبسط التفاصيل لا يصمت ولا يقل خيرًا ولا يعجبه شيء، حتى أن وجوده مع مرور الوقت بات مستثقلًا لا يُطاق.

يتكرر علينا مثل هذا النوع من البشر بدرجات متفاوتة، لكن هذا السلوك الذي يعتبره البعض صراحة ووضوح، هو في الأخير يندرج تحت بند "الاحراج وانعدام الذوق" فمهما بدا الاسلوب لطيفًا فتبخيس مجهودات الغير أمر غير لطيف اطلاقًا، والشكر والمجاملة مطلوبة في هكذا مواقف.

مع الوقت وجدت أننا في حياتنا اليومية لا نميل لهذه النوعية من البشر، ونتجنب مجالستهم خشية ان تطالنا سياط ألسنتهم، وإنما نميل بكل حب لمن يتخفف علينا بلسانه فلا يقسو ولا يجرح، يألَف ويؤلَف، نشعر بوجوده ولكن لا نشعر بضغط وثقل ذلك الوجود.


النجم السعودي يعقوب الفرحان سُئل في مقابلة عن الشيء الذي يحبه في شخصيته، فأجاب: "إني سهل"، وأضاف "خفيف وغير متطلب"، وتابع: "ما أبي القمر والنجوم، ولو إني أحب اتأملهم واتكلم معاهم لكن ما أبي حد يجيبلي اياهم، أنا كدا تمام".

ذلك الحديث يبدو عاديًا لكن بإسقاطه على الواقع، نجد أنه أكبر وأعمق من مجرد كلمات، فليس من السهل أبدًا أن تكون بسيطًا خفيفًا هيّنًا.

لذا يتوجب علينا أن نُهذِّب أرواحنا وألسنتنا فلا نؤذي أحدًا، أو نخدش مشاعره ولو بكلمة، فالحياة سيئة بما يكفي فلنتلطف ولنتخفف.

فنجد أننا كمسلمين يحثّنا ديننا على اللين والرفق في التعامل، حتى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: (حُرِّم على النار كل هيّنٍ ليّنٍ سهل قريب من الناس).



Share To: