أزمة الاقتراض | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


أزمة الاقتراض | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم ، 

أزمة الاقتراض : 

إن من أعظم وأشق الديون على المرء هي تلك الأموال التي قد يقترضها من أحد ويرغب في سدادها يوماً ما فهي أمانة يجب رَدها لأصحابها وإلا سوف يُتَّهم بقلة التقدير وعدم القدرة على الوفاء بالعهد ، لذا كان لزاماً عليك _أيها الإنسان _أنْ تقترض بالقدر الذي يسمح لك بإعادة تلك الأموال بعد فترة قصيرة ، فمِن المؤكد أن صاحبها يكون بحاجة إليها وقد أقرضك إياها كنوع من المحبة والشعور بالغير ليس أكثر وإنْ لم يطلبها فهذا كرم منه ، فيتحتم عليك إرجاع تلك المبالغ مهما كانت ضآلتها ذات يوم ومحاولة تدبير أمورك وفقاً لذاك الراتب الذي تتقاضاه دون محاولة البذخ أو الإسراف حتى لا تلجأ للاقتراض وما شابه من الأمور التي تجعلك مديناً للغير طيلة حياتك بلا قدرة على السداد ، فتراكم تلك الديون سوف يجعلك نادماً ، مُتعثِر الخُطى ، غير قادر على الإنفاق بشكل عام أو التفرقة بين أولوياتك وحاجاتك الأساسية من غيرها ، فتصير شخصاً غير متزن ، غير قادر على اتخاذ أي قرار خاص بالشئون المالية فلقد ورَّطت ذاتك في مشكلات جمة لا أول لها من آخر ولسوف تحتاج بعض الوقت لاستعادة ثقتك بذاتك ومحاولة تدبير أمورك بشكل ملائم دون إهدار أموالك فيما لا يستحق ، ولهذا عليك الاستعانة بزوجتك في إصلاح تلك الأمور المُتعلِّقة بالإنفاق فهي القادرة عليها بلا منازع وسوف تتمكن من الإنفاق بشكل عقلاني من خلال ترشيد الاستهلاك خاصةً في تلك السلع الغير ضرورية التي لن تؤثر على متطلبات الأسرة التي تُسيِّر الحياة ، وكذلك الادخار بحيث لا تضطرون للاقتراض الذي ينجم عنه مشاكل لا نهاية لها وقد يودي برب الأسرة لنهاية غير مُتوقَّعة وهذا ما يجعل حياته غير متزنة ، لا تستقر على حال بفعل تهوره وسعيه لجلب متطلبات بلا قيمة من أجل التفاخر فقط ، فالمشاركة في تلك المسائل لن تنتقص من قدرك بل أنها سوف تُزيدَك ذكاءً وقدرةً على التصرف بحكمة في تلك الأموال التي تحصل عليها في بداية كل شهر بحيث تُغدِقك وتفيض وتستغل المتبقي في إخراج حق الله عليك في ذلك الرزق الوفير الذي حباك إياه ، فلا عليك أنْ تنساه أو تتغافل عنه فهو ما يُزيد المال بركة ويغنيك عمَّا سواه ، فاعلم ما لك من حقوق وما عليك من واجبات تكن أغنى وأسمى الناس ...


Share To: