على هامش الملتقى الوطني للصورة و السينما (2022) وزارة التربية التونسية | بقلم الكاتب عبدالرزاق بن علي من تونس

 

على هامش الملتقى الوطني للصورة و السينما (2022)

وزارة التربية التونسية.

بقلم الكاتب عبدالرزاق بن علي من تونس.

 

اذا أردت أن تركب قطار النجاح والتميز لا بد ان تستفيق مبكراً وتجهز لنفسك العدة والعتاد وأن لا تنتظر منة من أحد. يقال قديما: "التعلم منذ الصغر كالنقش على الحجر" مقولة جسدها التلميذ  ذو التسع عشرة ربيعا ، مروان الخروبي تونسي الجنسية ،صفاقسي المولد والنشأة بصدد التحضير لاجتياز الامتحان النهائي للمرحلة الثانوية "الباكالوريا" نظام تونسي آخر هذه السنة الدراسية،  إلا ان هذا المسار التعليمي الشاق لم يكن عقبة امام ما يمتلكه من مخزون ابداعي و فني جعله يؤمن بنفسه كمشروع فنان متكامل.

كنت كلما التقيته إلا وتحدثنا عن ولعه بالفنون والثقافة و الابداع. كان و مازال شغوفا بالفنون كلها رغم ميله الجلي للكاميرا التي سرقته أو استدرجته الى عوالم السنيما والصورة عموما والإخراج السينمائي على وجه الخصوص.

لم يفلت مروان فرصة لاكتساب مزيد من المهارات وكانت له العائلة خير سند ومعين والتي في اعتقادي كان لها الدور الاساس في تأطير هذا التلميذ وتألقه. فالدعم الاسري يعزز ثقة الطفل بنفسه ويفتح له مجال اكتشاف ذاته وتطوير مهاراته.

مع كل هذا كان لابد من إطار رسمي حتى يبرز مروان قدراته  للعموم فلم يجد أفضل من الملتقى الوطني للسينما و الصورة الذي تنظمه وزارة التربية بالشراكة مع المندوبيات الجهوية الراجعة لها بالنظر .

شارك مروان مع ثلة من زملائه في المسابقة  السنة الدراسية الفارطة بفلم وثائقي "صنعة اليدين" وتدرج في المسابقة من الجهوي الى الوطني حيث مثل المندوبية الجهوية للتربية صفاقس 1 في الملتقى الذي انتظم أواخر سنة 2021 بولاية تطاوين من الجنوب التونسي وتحصل أثر ذلك على  جائزة احسن عمل وثائقي واحسن إخراج. نجاح لم يجعله يتوقف  عند هذا الحد بل زاد ذلك من اصراره على مواصلة العمل الجاد والبحث والتطور عله يحسن من امكانياته ويعزز نجاحه ، فلم يتردد في معاودة الكرة هذه السنة بالمشاركة بفلم وثائقي سماه "اضرب الطبلة" و فلم روائي قصير سماه  « impact » و لأن لكل مجتهد نصيب تدرج كالعادة من الجهوي الى الوطني لينتهي به  الامر على رأس المتوجين في الملتقى الوطني للسينما و الصورة الذي انتظم في الحمامات شهر ديسمبر الجاري من سنة 2022 .

وتحصل الفلم الوثائقي " اضرب الطبلة" على جائزة أفضل عمل في الملتقى وجائزة أفضل فلم وثائقي. كما تحصل فلمه الروائي القصير على جائزة احسن مونتاج. تحت اشراف السيد وزير التربية التونسي فتحي السلاوتي.

في الختام وجب التنويه الى حتمية توفر العناصر الاساسية لنجاح أي عمل أولاها الإطار العائلي السليم الذي يشجع الطفل على اظهار مواهبه وقدراته ومن ثم صقلها و توجيهها التوجيه الأمثل ، على أن يأتي ثانيا الايمان بالذات والطموح اللامحدود والشغف حين القيام بعمل ما . لم يكن مروان الخروبي المثال الوحيد بل هذا التلميذ ما هو سوى انموذج جيد لعدة مواهب تنتظر من يحتضنها ويؤمن بها ويوفر لها مقومات النجاح والتميز.

مزيدا من الابداع والتميز تلميذي وصديقي الجميل .