شبح بكتابي | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد 


شبح بكتابي | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد


الساعه الآن الثالثة فجرا فأنا أعشق السهر و الليل لما به من سكون .

أجلس بغرفتي ذات الإضائة الخافتة، فهي تحوي على كل ما أفضله من كتب و موسيقى يُؤنسون وحدتي. 

غادرت غرفتي للحظات لإحضار كوبا من القهوة التي إعتدت عليها لأنها تساعدني على النوم بدلاً من إفاقتي لكثرة شربي لها.

و رجعت مرة أخرى  و بيدي كوب القهوة و قد كنت جهزت كتابا راقني عنوانه و قطعة من الشيكولاتة لتكتمل بها سهرتي .

و جلست على الأريكة بجوار سريري و أخدت رشفة من القهوة و معها الشيكولاتة اللذيذة الطعم .

 و بدأت في القرأءة. 

فكانت أول سطور بالكتاب تدعو لأن ينقبض قلبي .

فأخذت رشفة أخرى من قهوتي و حدثت نفسي وأذكرها أني الآن في الثلاثين من عمري وأعرف جيدا أنها رواية و على الأغلب أني  لا أخاف .

ثم أردفت مرة أخرى في إكمال قصتي  فبدأت أن أشعر بشخص ما يراقبني من خلفي و كأن نظراته أسهم تخترق جسدي .

فبلعت ريقي و أغمضت عيني و هدأت من روعي و قولت بصوتاً عالياً هذا ليس حقيقي و ظلت أُكررها  مرارا و تكرارا على مسامعي و مسامع من خلفي لعله يعرف هو أيضا أنه ليس حقيقي، وفي نفس الوقت أحاول الإلتفات بنظري الي ما خلفي ببطء شديد،،

فلم أجد شيئا فضحكت على سذاجتي و خوفي الطفولي الذي لا يتركني مهما كبر عمري .

و جلست مرة أخرى في إرتياح و كان فنجاني فى نهايته ثم قرأت قصتي و لم تفارق الإبتسامة شفتاي لخجلى من خوفي .

فتعمقت أكثر وأكثر في هذه القصة المشوقة فإذ بي أسمع صوتا مخيفا يأتي من خلفي و كأنه يقترب مني!! 

فنظرت سريعا و إنتفض جسدى من على الأريكة لأجدني  على سريري و أخبئ وجهي بالغطاء من شدة الخوف .

فأختفى الصوت فجأة، فكشفت عن وجهي فلم أجد شيئاً!! 

ولكن هذه المرة لم أخجل أو أضحك على نفسي ،

بل كنت أشعر أن هذا حقيقي جدا و يوجد أحد معي بالغرفة ولكني لم أراه ،

أخذت بتعليه صوتي بالغناء و أدرت موسيقي عالية و تظاهرت بعدم الخوف .

و لكن لغة جسدي بأكمله كانت تفضح مشاعري و خوفي الشديد ،

فأخذت نفساً عميقاً و أخرجته و كأنني أخرج الخوف و الذعر من داخلي مع هذا النفس .

و جلست مرة أخرى لإكمال قصتى إلى أن غرقت في نوم عميق 

و ظللت نائمة إلى أن أيقظتني أختي الكبرى التي وضح من وجهها بعض القلق و التوتر.

ربما شعرت هى أيضا بوجود روح معنا  !؟

ففتحت عينى وجدتها

 تقول: الحمد لله قد فاقت في أمان 

وكنت لم أفهم شئيا !؟

فنظرت لها نظرة فيها بلاهة وعدم فهم و توجس وخوف مما قد يتلى على مسامعي منها  .

فقالت لا تخافي يا حبيبتي أنتِ الآن بخير.

فلقدت أحضرت البارحة شوكولاتة من خارج البلد و كنت لم أعرف أنها تحتوى على الخمر و عرفت أنكِ تناولتِ منها  مع كوب القهوه ليلا .

فنمتي مثل الملائكة بلا حركة تماما و حاولنا إيقاظك أكثر من مرة ولكن مر أربع ساعات وأنتِ على هذا الوضع فقلقنا عليكي .

فقلت بداخلى الحمد لله على أنها كانت سكرة نتيجة قطعة شيكولاته و الحمد لله لعدم وجود روح شريرة معنا بالمنزل .

و لكن من هذا اليوم وأنا لا آكل شئ إلا وأن أقرأ ما كتب عليه 

و أقلعت عن السهر ليلاً و وضعت نور ذو إضاءه عالية بغرفتي لحين الحاجة إليه لربما هذه التهيؤات ليست خيالية و قد تكون حقيقية وأنا التي طمأنت نفسي بلا فائدة .



Share To: