صلاة أربع ركعات بعد العشاء | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
ابن عباس رضي الله عنهما قال :
بِتُّ عند خالتي ميمونة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ، ثم جاء فصلى أربعًا ثم نام .
رواه أحمد في مسنده وصححه الأرناؤوط .
وروى أبو داود وصححه الأرناؤوط :
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سُئلت عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جوف الليل فقالت :
كان يصلي العشاء في جماعة ثم يرجع إلى أهله فيركع أربع ركعات ثم يأوي إلى فراشه وينام وطَهوره مغطى عند رأسه ، وسواكه موضوع ، حتى يبعثه الله ساعته التي يبعثه من الليل فيتسوَّك ويُسبغ الوضوء ثم يقوم إلى مُصلاَّه فيصلي ثماني ركعات .
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي ركعتين بعد العشاء .
كما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وهذا هو المشهور عنه .
وصلاة الأربع الركعات بعد العشاء يُحمل على أنه كان في بعض الأوقات ، فهذا الخلاف من التنوع في العبادات فمن صلى ركعتين أو أربع ركعات فقد أحسن وأصاب .
فالسنة صلاة ركعتين بعد العشاء أو أربع ركعات .
قال العلامة العيني في البناية شرح الهداية (2/ 511) في المبسوط :
لو صلى أربعًا بعد العشاء فهو أفضل ، فلما اختلف الخبران خُيِّرَ المصلِّي إن شاء صلى أربعًا وإن شاء صلى ركعتين .
انتهى باختصار
وينبغي لمن كان مقصرًا في قيام الليل أن يحرص على صلاة أربع ركعات بعد صلاة العشاء ؛ فإن الصلاة بعد العشاء من قيام الليل .
وقد كان كثير من السلف الصالح يصلون أربع ركعات بعد العشاء ويحثون عليها .
قال الألباني رحمه الله :
صح ذلك موقوفًا عن جمع من الصحابة ، فأخرج ابن أبي شيبة ، وابن نصر عن عبدالله بن عمرو قال :
من صلى أربعًا بعد العشاء كُنَّ كقدرهن من ليلة القدر .
قلت : وإسناده صحيح ، ثم أخرج ابن أبي شيبة مثله عن عائشة وابن مسعود وكعب بن ماتع ومجاهد وعبدالرحمن بن الأسود موقوفًا عليهم والأسانيد إليهم كلهم صحيحة باستثناء كعب ،
وهي وإن كانت موقوفة فلها حكم الرفع ؛ لأنها لا تقال بالرأي ، كما هو ظاهر .
انتهى مختصرًا من سلسلة الأحاديث الضعيفة
قلت :
وهذه هي الآثار التي أشار إليها الألباني ، وصحح أسانيدها ، أنقلها بألفاظها من مصنف ابن أبي شيبة وقد عقد في مصنفه بابًا في أربع ركعات بعد العشاء وذكر هذه الآثار وهي :
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال :
من صلى أربعًا بعد العشاء ، كن كقدرهن من ليلة القدر .
عن عائشة رضي الله عنها قالت :
أربع بعد العشاء يعدلن بمثلهن من ليلة القدر .
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :
من صلى أربعًا بعد العشاء لا يفصل بينهن بتسليم عدلن بمثلهن من ليلة القدر .
عن كعب بن ماتع رحمه الله قال :
من صلى أربعًا بعد العشاء يُحسِن فيهن الركوع والسجود عدلن مثلهن من ليلة القدر .
عن مجاهد رحمه الله قال :
أربع ركعات بعد العشاء الآخرة يكن بمنزلتهن من ليلة القدر .
عن عبدالرحمن بن الأسود رحمه الله قال :
من صلى أربع ركعات بعد العشاء الآخرة عدلن بمثلهن من ليلة القدر .
وتوجد آثار أخرى في الحث على أربع ركعات بعد صلاة العشاء غير ما ذكره ابن أبي شيبة منها :
ما رواه عبدالرزاق الصنعاني عن هشام بن حسان عن عطاء عن تبيع قال :
من صلى بعد العشاء أربع ركعات يحسن فيهما القراءة والركوع والسجود كان له مثل أجر ليلة القدر .
وروى محمد بن نصر المروزي في كتابه تعظيم قدر الصلاة بسند صحيح عن القاسم بن أبي أيوب قال :
كان سعيد بن جبير رحمه الله يصلي بعد العشاء الآخرة أربع ركعات فأكلمه وأنا معه في البيت فما يراجعني الكلام .
هذا :
ومن شاء صلى هذه الركعات الأربع متصلة ، أو منفصلة ركعتين ثم ركعتين وهو الأفضل .
والله الموفق
Post A Comment: