إنســــــان | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو 


إنســــــان | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو



أقتاتُ  من  حزني ,  وأصنع  أرغفـهْ

للجائعين ,  فمنْ  لقلبي  أتلفَـــــــهْ ؟


في  أبحر المعنى  رميتُ  قصــائدي

وأخاف   من  معنايَ  أنْ  لا  أعرفَــهْ


(سيزيف) يسكنني,فأحمل صخرتي

وتخونني  نحو  الصعود  المعرفــــهْ


أين  اليقين  لكي  أســـــير  بدربه ؟

فالشّــكّ يطغى , والحقيقة  مؤسـفهْ


ســــــتّون  جُرحاً  لم  يزل  يغتالني

وأظل   أمضي  خائفـاً  أنْ  أنزفَـــــهْ


فرحي المؤجَّلُ كم سـعيتُ  وراءه ؟

وأراه  يهرب ,  لا  ســــبيلَ  لأغرِفَــهْ


حرفي  يئنّ  ,  قصيـدتي   مشــلولةٌ

لا  ساق  تسعفني , عسى أنْ  أُسعفَه


يا  يوسـفَ المنسيَّ في جبِّ  الرؤى

لا  تنتظرْ  ,  فالكلّ  أنكر  يوســــــفَهْ


زمـنٌ  رديءٌ ,  والنّبوءة  لم  تــــــزلْ

تحصي,وتحسُب كم تكون  التكلفهْ؟


فارجعْ  إلى  الهذيـان ,  ليس  بعاقلٍ

منْ  لا  يُجنّ  بعالَمٍ , ما  أســخفَهْ !!


أنا  لسـتُ  أدرك  هل رفاتي  هـذه ؟

أم   أنّني  حيٌّ  ؟  وروحي   متلَفــهْ


والآخــــــرون  أكلُّهم  مثلي ؟  فـــلا

ألقى  ســلاماً ,  أو  كلاماً  من  شـفهْ


متحجّرون  ,  فلا  أحاســيسٌ  بدتْ

والكلّ  يخشـــى  أنْ  يبيّن  موقفَــهْ


وحدي أحاكي الصّمت,لا ألقى صدىً

وكأنّهم   قالوا  :  كفانــا  فلســـــــفهْ


دعنا  نمتْ , لا  خير  في  عيشٍ  لنـا

والموت  صار  من الأماني  المُترَفـهْ


نحن  القطيـع  لمسلخٍ  نمضي ,  فما

جدوى  حيــاةٍ  لا  تكون  مشــرِّفهْ ؟


إنســــاننا   دفـــــــنوه   قبل   ولادةٍ

وطنٌ   ويملأ   بالجماجــم   مَتحفَـهْ


حاولتُ أصرخُ ,لم أجدْ صوتي , فقد

ســـرقوه   منّي  ,  واليــدانِ  مكَتّفهْ


لم  أستطعْ  حتى الوداعَ , فلا  تسَلْ

ما  لي أرى  هذي  البلادَ  مزيّفَهْ ؟ !!






Share To: