تَمْتَمَاتٌ بيـنَ السَّماء والأرض..| بقلم الأديبة المصرية آيات عبد المنعم 


تَمْتَمَاتٌ بيـنَ السَّماء والأرض..| بقلم الأديبة المصرية آيات عبد المنعم



سيتوالىٰ الفَنـاءُ علىٰ كوكب الأرض، وخلاصُكَ في هذه الدُّنيا أن يبقى "قلبُكَ حيٌّ" بعدَ كلِّ انشطارٍ يُصيبُ الجُمجمة، أيُّها المسكين رُبَّما لا تملكُ الآن في جعبة الرُّوحِ وصفةً سحريّةً تُنقذُ المتبقي منك، لكن عليك أن تجتهد، خذْ وجهكَ المَبتور وَتَيمَّمْ للصَّلاة ولَمْلِمْ شتاتك، اقذفْ يأسكَ في أتون المعارك، من رماد الحروبِ يخبزُ الأملُ نفسهُ ويُـقاوم، من عِنـاقِ الدَّمعِ للدمعِ يَنْبتُ الحبُّ علىٰ شفاهِ الوردِ قُبْلةَ حياة..


لا تعتكف خلفَ جُدارن الحُزنِ بعد الزَّلازل، ولا تلتفت لبعضِ القوم الَّذين وَصَمُوا الإله بِالظُلم، قَلِّبْ أبجديّة التَّاريخ تجد أنَّ قابيل من قتل أخاه، اِسْتَثْنِ كلَّ الكوارث الطبيعيّة وانظر ماذا فعل الإنسان علىٰ كوكب الأرض!

إنَّ هذه الدُّنيا فِتنةٌ والمجدُ لمن اغتالَ شيطانَه، والأرضُ ميراثُ الصالحين، والجنَّةُ غايةُ العاشقين، اِغْمِسْ عينيكَ بنور الصبـرِ تُبْـصرُ في بَلَائِكَ خلاصك.


مِثـلُكَ أنا بعدَ كلِّ مُصابٍ يَملؤني الصُّـراخ، لكنِّـي أسعىٰ أنْ أَنْـظِمَ البـوحَ وأتأدَّبَ في حضرةِ القدر، لقد باتَ الرِّضا إمام قلبـي، وَلمْ أعُدْ أُفكِرُ كملاكٍ حائـرٍ، وأسألُ الحكيـم عما يفعل..

لذا تعالَ سويةً ننفض عن عيوننا غُبار الحروب، ونلتفت لدورة الفراشة، لا نُبالي مثلها باحتراق الأجنحة فبعد عناء الطريق خلود النور ولقاءِ الأحبّةِ في الملكوت.


إنَّ الزلزال لا يُؤلم من مات أولئك أحياءٌ ينعمون بالرحمة الإلهيّة الشاملة، كلُّ القلق علىٰ الأحياء الموتىٰ ما بعد الفاجعة، تعلمْ من بعثرةِ الرُّكامِ كيف تُحْيي الموتىٰ؟

لا تكن نصفَ إنسانٍ تمنحُ لجراحِ الناسِ هويّةً وجوازَ سفرٍ، وَسِّعْ جِلباب عقلك، وتعلمْ مسحَ جِراحهم بما في جيبِ قلبِكَ من دمٍ ومال، ساعد ذوي القُربىٰ والأقرب فالأقرب، إنَّكَ لن تَسْتَطِعْ أن تحوي آلالام العالمين إلاّ بِدعاءٍ وصلاةٍ.


إنَّ غضبَ الأرضِ يمنحُ لقلبِكَ العابثِ عِبْـرةً بأنَّ الحياةَ ومضةٌ، فتَشَبَّـثْ بالحبِّ وعانقْ أهلك وأحبابك، ولا تغدو زلزالاً في حياةِ الآخرين، كُنْ هادئاً كسماءٍ صافيةٍ، وإن خانك الطينُ يوماً وانتفضَ علىٰ عزيزٍ حبيب، اُدْنُ منهُ واستَقِ من قطرِ الندىٰ لُطفَ الاعتذار حينَما يعطفُ بالماءِ علىٰ ورقِ الشجرِ الجافِ بعدَ ليلةٍ مُوحشةٍ ملأىٰ بالغيـاب. 



Share To: