مصادفة | بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو
أنا ما حسـبتُ بأنْ أحبَّ , وأهوى
فبأيّ شــــــرْعٍ صار حبكِ مأوى ؟
ما كنتُ قبلكِ عاشـــــقاً , ومتيّمـاً
فعلامَ صرتُ إذا فقدتُكِ أُكوى ؟
وإذا خطرتِ تزاحمت في خاطري
كلُّ الحروف , وسـارعت لكِ نشـوى
طوبى لحرفٍ في جمالكِ قد شدا
حســدوه حين انداح نحوكِ شدْوا
يا ويل قلبي , كيف جنّ بغادةٍ ؟
وأنا الذي قد كنتُ قبْـــلاً أقـــوى
لم تســــتطعْ كلّ الرياح إمـالتي
لا غير حبّـكِ خافقي قد أغـــوى
أصبحتُ كالعشّـاق يُسـهدني النوى
كمراهقٍ بثّ الليـالي الشــــكوى
وأجنّ مثـــــل مولّـهٍ قد شـــــاقه
وجهٌ مــــــلاكٌ , إذْ تأنّق حُــــلْوا
فتلطّفي بفـتىً رميتِ فـــــؤاده
يا من غدوتِ لكلّ حُسْــنٍ صِنْوا
صعبٌ على صقرٍ بيومٍ أسْـــــرُه
فلْترحمي رجــلاً يصــارع بلوى
ولْتطلقي للقافيــــــات عِنـــــانها
ما عاد غيرُكِ للقصيدة كفْـــــوا
ســيقول عنكِ الناس : أســطوريّةٌ
كيف استطعتِ على فؤادي سطْوا؟
أنا شـــاعرٌ صغتُ الجمال قلائـداً
راقصتُ خصر الريح كي يتــلوّى
ومنحتُ أقمـــــــاراً لكل جميـلةٍ
وجعلتُ بحر الأبجديّـة رهْــــوا
وأتيتِ لي قـــــــدَراً يغـيّر عالمي
لأعاف جنّـــاتِ السّــــما يا حوّا
وأجيءَ جنّتَكِ التي هيّــــأتِها
وأقولَ : يا ســـبحانه منْ ســوّى
Post A Comment: