حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد


حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

 


ريشة تغرد خارج السرب.. لا تعترف بحدودٍ أو قيودٍ فيما تقدمه من فنٍ يخضع فقط لجمال الفكرة المنفلتة من عقالها، وهو ما يكفي صاحبها حتى يبدأ في التحليق بين لوحاته من حالةٍ لأخرى دون أن تكون امتداداً لها وكأنه يعيد اكتشاف ذاته وموهبته كلما عانقت يده الفرشاة والألوان وكلما هبت رياح الإبداع على قلبه لتنبأ بميلاد عملٍ جديد يتنفس حباً وحنيناً إلى مدنٍ يظلل شرفاتها الياسمين الدمشقي وصخب الحياة التي تطل علينا برفقته وكأنها صفحات من دفاتر رسم الأطفال بتوقيع الفنان التشكيلي السوري حازم الحموي..


التنوع في أعماله يعكس مزاجيته ومزاجه الشخصي الباحث عن التجدد والرافض لسجن موهبته ضمن إطار معين برغم أن الطبيعة والأرض هي المحرك الرئيسي للوحاته التي يحمل العديد منها البصمة الإنطباعية في عالم الفن، والتي لم تحد من قدراته وشغفه برسم البورتريه وفن الكاريكاتور الذي يقدم أحياناً من خلاله قراءةً للواقع بأسلوبٍ ذكي بسيط ولاذع، كما يستذكر معه وجوهاً بارزة لها مكانةٌ كبيرة في قلوب الناس، ويضع فيها لمسته التي تجمع أحياناً بين السكون والشغب، فنرى على سبيل المثال العاصمة السورية دمشق بحاراتها العتيقة وبيوتها الأصيلة متجددةً في كل لوحة حيث يحرص على تقديمها بروحٍ مختلفة في كل مرة رغم تجذرها في وجدانه واستقرارها في ذاكرته التي وثقت الكثير من الجمال السوري بالتوازي مع نقله لويلات الحرب والدمار والتهجير..


فحضور سوريا طاغٍ لا تخطأه العين ونرى ذلك الوجع يتجسد في عدة أعمالٍ تعزف على وتر الحياة الضائع والبيوت المهدمة التي تشكل حاضنةً للقلوب والبشر والطبيعة، تلك التي تبكي بحرقة بين أزهارٍ وطيور تحن الى جذورها وموطنها الذي باتت نظرتها له متشبعةً بالحزن والسوداوية بعد أن كانت مثالاً للحلم الجميل الذي يكبر على ضفاف الأنهار ويصنع من الغيوم التي تتكرر في أكثر من عمل مظلةً ووسادةً ومعطفاً يدفأه في رحلته عبر المدن من دمشق  والسلمية إلى برلين، والتي لم يفوت فرصة رسمها بأسلوب شاعري وبألوانٍ تحمل معها أملاً في قادم أجمل يمطر حباً وحياة..


كما أن حازم الحموي يستخدم من الأدوات والخامات ما يشعر أنه قادر على إيصال فكرته بأفضل شكل ممكن، فتتنوع اختياراته التي تارةً تأتي منفردةً وبسيطة وتارةً تأتي لتجمع أكثر من عنصر خلال الرسم وتنفيذ الأعمال كالغواش والغرافيت الملون والألوان المائية والزيتية وألوان الباستيل وأقلام الرصاص والحبر والخشب والأكريليك والقماش، مما ينعكس على لوحاته فيكسبها دفئاً وتناغماً يميزها عن غيرها، وبرغم أن العديد من أعمال فناننا تنم عن حرفيةٍ وتمكن إلا أنه يرسم بروح الهاوي الذي يعشق ما يقدمه ويتعامل مع شغفه ببساطة وحب وقدرةٍ على تحويل مشاعره وذكرياته إلى فنٍ مميز لا ينفصل عن قلبه وموطنه الذي تحول إلى حقيقةٍ تغفوا بسلامٍ وأمان في لوحاته..


حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد

حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد



حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد
حازم الحموي


حازم الحموي..وطن يغفو بين اللوحات | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد
خالد جهاد 




Share To: