أكذوبة السعادة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
السلام عليكم ،
أكذوبة السعادة :
إن السعادة هي الأكذوبة التي يحاول المرء اصطناعها ورسمها على ثغره بينما يثور داخله بركان لا يهدأ أو يخمد أو ينطفئ لهيبه بتاتاً ، رغبةً في الظهور بالصورة المألوفة أمام الجميع خشية أنْ يشفقوا عليه أو يستخفوا بما يشعر به في بعض الأوقات ، ولكن إلى متى سيظل يخدع ذاته ويُوهم نفسه ويفرض عليها مشاعر مزيفة ليست حقيقية بل هي مجرد لعبة يحاول تمثيلها أمام الغير حتى يبدو بتلك الهيئة التي من المفترض أنْ يروه عليها طيلة الوقت بلا رغبة في فهم ما يدور بداخله ؟ ، فهو يحاول إخفاءه بقدر الإمكان في حين يطغى تأثيره على ملامح وجهه في بعض الأحيان رغماً عنه وما بيده حيلة لمواراته ، لذا عليه التماسك أكثر من ذلك حتى لا يُفتَضح أمره وتنكشف تلك العواطف الدفينة التى يحاول تخبئتها في جعبته غالب الوقت ، ولكن هذا الأمر الذي يتبعه غير مُجدٍ على الإطلاق فهو يجعله ضعيفاً خائر القوى فمَنْ يكبت مشاعره لهذا الحد الذي يجعله يطويها داخله وكأنها ورقة قديمة بالية بلا قيمة لَهُو إنسان مهزوم لن يتمكن من اتخاذ أي قرار مصيري إذْ أنه قد يُرجِئه لأجل غير مسمى لحين التأكد من رغبته فيه فهو مزعزع غير مستقر نفسياً ، غير قادر على مواجهة ذاته بكل ما يريد بالفعل ، فالمجهود المضاعف المبذول لكتمان المشاعر يسلب منه صحته ويُبدِّد عمره ويُضيِّع منه سنوات حياته في المَرار ويظل في محاولات الهرب تلك طيلة حياته إلى أنْ تفنى دون أنْ يحصل على أي شيء مما رغبه نظراً لتردده وعدم قدرته على الإقدام على أي أمر كان قبل ضياعه ، ولن يتمكن امرؤ من مساعدته بفعل إخفائه كل شئونه عنه فيظل في حيرة من أمره لحين أنْ تفرغ حياته مما يُحب بالفعل ويظل نادماً متحسراً عليه غير قادر على استرجاعه فلقد انتهى الأمر ولم يَعُد بوسعه التصرف كما اعتاد دوماً ، لذا فالهرب ليس حلاً بأي شكل من الأشكال فلا بد أنْ يعي المرء ذلك قبل فوات الأوان ، فالعمر الذي يمر لا يجب أنْ يمضي عبثاً فهو لن يرجع البتة ...
Post A Comment: