كيف حالك ؟ | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


كيف حالك ؟ | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم ، 

كيف حالك ؟ :

لستُ على ما يُرام أغلب الوقت ولكن دوماً ما تكون الحمد لله هي الكلمة التي أُردِّدها وقتما تضيق بي الحياة ، فلم ولن أجد ملجأً لي سواها ، وأُقر أنه مِن المفترض أنْ تكون الكلمة العُليا التي يتفوه بها الجميع حينما تُسَد أمامهم أي من السبل التي يحاولون الخوض فيها فلن نجد ما يُهوِّن أمور الحياة سوى اللجوء لله الواحد الأحد الذي لا يُضلِّلنا ولكنه يرشدنا إلى ما فيه الخير والصلاح لنا ، فالحال لن يسير دوماً كما رغبت فلتَعْتد ذلك حتى لا تضيع منك الحياة في الضجر والضيق والحزن ، فذلك التشتت يجعلك متردداً غير قادر على التصرف أو استشعار أي سعادة قد تمر بك فهي تمر مرور الكرام دون أنْ تلمس قلبك نظراً لاعتياده الحزن والتذمر طيلة الوقت ، وقد ينصلح الحال عند القيام بأمر ما تحبه وتُخرِج فيه طاقتك أو الاقتراب من شخص ما يُمثِّل لك أهمية قصوى وربما ترغب في توطيد علاقتك به ، عطائه دون انتظار لمقابل ، فالحال كالحياة لا يسير على نمط واحد طيلة الوقت فمَنْ يعتقد غير ذلك لهو أبله ، أحمق ، لا يدرك أي أمر من أمور الحياة فلا بد أنْ يتحلى بمزيد من الوعي والمرونة كي يتكيف مع حاله أياً كان ويعتاد الوضع بسهولة فائقة مهما ظنه عويصاً لا يُحتَمل ، فأي حال هو اختبار من الله وعلى المرء اجتيازه بكل كل أُوتي من قوة وصبر وجَلد وإلا ضاعت حياته في النحيب والبكاء دون أنْ يجني شيئاً مما زرع فيضيع شقاؤه بلا جدوى ، فعليه أنْ يكون أكثر ذكاءً ودهاءً من ذلك حتى لا يفتك به الحال أو تلتهمه الظروف مهما بلغت صعوبتها ، فالإنسان قد ميَّزه الله بالعقل كي يتمكن من تسيير حياته والتأقلم على الأحوال المختلفة التي يمر بها من آن لآخر فهي كتَبدُّل الأحوال الجوية أو الفصول الأربعة تحتاج لبعض الوقت كي يتكيف معها قبل أنْ تعصف به بلا هوادة أو رحمة ويصبح كريشةٍ في مهب التيار يقذف به كيفما شاء دون القدرة على التحكم في أي شيء كان ...




Share To: