تلبية نداء المشاعر | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
السلام عليكم ،
تلبية نداء المشاعر :
الحب كالإدمان إذْ تتسرب المشاعر في الجسد كما يتوغل فيها المورفين ويصعب إخراجه بسهولة باعتيادك وجود هذا الشخص في حياتك ، لذا علينا الحذر قبل الوقوع فيه أو توريط الطرف الآخر في علاقة محكوم عليها بالفشل أو غير متأكدين من صحة مشاعرنا فيها ، فجَودة أي علاقة تعتمد على البداية وحُسن الاختيار وعدم الاندفاع وراء تلبية نداء المشاعر التي يرغب فيها الجميع دون اعتماد على العقل ولو بشكل طفيف ، وكذا رغبة الطرفين في العطاء وتقديم التضحيات والتنازلات من أجل تسيير مركبة الحياة بهما لحين الوصول لبر الأمان الذي تستقر عنده تلك المشاعر المضطربة التي عانا منها الطرفان في البداية ، فلا بد من التحلي بالوعي والتَعقُّل والثقة بالنفس والقدرة على التفاهم واحتواء الطرف الآخر في كل مأزق أو مشكلة تواجهنا حتى نتمكن من تخطيها وتوطيد علاقتنا ببعضنا البعض لحين أنْ نصبح كياناً واحداً لا ينفصل ، لا يُفرِّقه أي أمر كان مهما بلغت صعوبته وكأننا صرنا نسيجاً ملتحماً لا تُمزِّقه أي عواصف مهما اشتدت وعصفت بنا فلقد صرنا على يقين بحاجة كل منا لوجود الآخر وبأن الحياة لن تستمر دونه فستكون بلا قيمة أو معنى على الإطلاق ، فلا بد أنْ يصل المرء للوعي والنضج الكافيين كي يتمكن من اتخاذ تلك الخُطوة والإقدام على ذاك القرار الذي يتوقف عليه حياة كلا الطرفين بلا رغبة في الانشقاق أو الهجر أو الفراق لأمد الحياة ، فهي العلاقة القدسية التي تُبنَى عليها حياة كل الأسر بلا استثناء ولا غنى عنها مهما حاولنا ذلك وأنكرنا دورها في الوصول بنا إلى حالة الاستقرار النفسي التي يسعى إليها الجميع ...
Post A Comment: