بَقايا شَهيِّد | بقلم الكاتبة السودانية هنادي إسحق  


بَقايا شَهيِّد | بقلم الكاتبة السودانية هنادي إسحق


نِيابة عن الشعُور  الذي رافَق إحداهن كتبتُ ما سيُملىٰ عليكُّم :


                            

   أما حانَّ الوقت لِئّن تّحُنْ، أن ترحم شُعوري، أن تُفَكر في فتاتك التائِهة من بعد رحيلك؟، كفاك بُعدًا..

 لُطفًا اترُك قبرك ولو ليوم وتعالَ إلّينا، تعالَ لِنّبكي ونخبرك عن بَشّاعة الأيام بَعدك، لنحضنك أنا وأخواتي قليلًا  لِنخبرك اصبَحنا رِجالًا نُحارِب لا نَّعيش..، لِمَ تركتنا بِهذهِ السُرعة لِمَ!

 ألم تُفكر بِمَ سيحدُث فينا؟ 

لِمَ تسرعت هكذا؟ أهكذا كُنت مُشتاقًا لِلإستِشهاد!.. 

ماذا أفادّنا رحيلك! هّل إستّرجَعنا الوطن! هل أستّرجّعناه؟

 لا وألف لا ولّن يُسترجَعْ. هل تعلَم؟ أصبَحتُ أكره الوطن الذي أبعَدَك عني ولا أُطيق سماع أي شيء عنه، حَتىٰ غرفتك التي كُنت أمضي فترات قِراءة كُتُبي فيها أصبحُت اتَّمنىٰ رُؤية المَوت ولا رُؤيتها، لأنها تُّذكرني كم كُنت ثوريًا مُحِبًا لِبلدك مُجاهِدًا لتَسّترجِعه. بعدك  أصبحتُ أبحّثُ عنك بين الصُوّر لأحضنك وأبكي ثُم اصرخ بِصمت وأُردد بِداخلي لِمَ كُنت هكّذا ثوري؟ مَنْ كان يستحق؟ مَن سيدفع ثمن احتِراق  رُوحي الذي أصابها مُذ سَماعِ لَحظة غُروبك عّنا مُتّسَلِلًا لِجناتِ الخُلد. لِمَ لّمْ تسمَعني يومها حينما قُلت لكَ:

 لا وطن لَنا ولا نحنُ لِلوطن فأرجُوك لا أُريد تجربة شُعور الفقد. اتذّكّر جيدًا ماذا قُلت لي وقتها: لا.. سأرجَع وافيًا وعدِي لكِ أنتِ ولي ولِلوطن، ولم نَراك بَعدها.. لتذهب شهيدًا... لتدفَع ثمن كونك سوداني فقط! لِتجعلني أبحثُ عنك بين ذِكّرياتِ الصُور المُتَبَقية الاخيرة مِنك! .لِمَّ لَمْ تَفِ بوعدِك لِمَّ؟.



Share To: