الوظيفة الروتينية | قصة قصيرة بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


الوظيفة الروتينية | قصة قصيرة بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 


السلام عليكم ، 

الوظيفة الروتينية : 

دق جرس آلة التنبيه الخاصة بي فاستيقظت فزعةً حتى أتمكن من اللحاق بموعد عملي الذي كان باكراً جداً عن باقي الوظائف التي يعمل فيها الآخرون ، فعساه يجلب لي الفائدة ولأي مِمَّن حولي ولا يكون إهداراً للوقت فيما لا يُجدي لأنني حصلت عليه في وقت مبكر كنت في أوج طاقتي وحماسي وربما لم أكن على القدر الكافي من الوعي بما يناسب حياتي حينها ، كنت ألهث وراء تحصيل المال فحَسب كغيري من البشر من خلال أي وظيفة إلى أنْ أدركت أنها مجرد وظائف روتينية رتيبة لا تُحقِّق للمرء سوى الإجهاد والتعب المُضني دون عائد مُجزٍ ولكن ماذا عساي أنْ أفعل الآن ؟ هل أُقدِّم استقالتي وأُغيِّر نمط حياتي الذي اعتدته تماماً أم أنني سوف أعود لنقطة البداية مرة أخرى وأندم على هذا القرار ؟ ، المزيد من التساؤلات التي تُزيد حيرتي ويأسي من الحياة بأسرها ولا أتمكن من الوصول لحل مُرضٍ على الإطلاق ، فأمسكت بسماعة الهاتف وقررت أنْ آخذ مشورة أحد أصدقائي علَّه يشاركني الرأي ويُقلِّص حيرتي ويُخلِّصني من الارتباك الذي شتت انتباهي وكاد يفتك به للوهلة الأولى فأنا دوماً ما أكون مُنظَّمة الفكر والتنفيذ أيضاً ولكن هذه المرة كان الأمر مختلفاً تماماً عمَّا خططت له ورسمته في ذهني ، ها قد أجاب صديقي وأسدى لي عدة نصائح ربما أخرجني من حيرتي بعض الشيء ولكني لم أتخذ القرار بَعْد ، فما أجمل تلك الصداقات التي تمنح الحياة قيمةً وتعمل على مساعدتك ومساندتك وإخراجك من التيه الذي قد يُحاوط عقلك في بعض الأحيان دون القدرة على الفرار منه والتملص من سيطرته المستبدة التي تظل تطاردك إلى أنْ تقع في فخها للأبد ، فلقد صرت أهدأ كثيراً عقب ذلك الاتصال الهاتفي المُميَّز المريح للأعصاب الذي خفَّف من وطأة الحدث داخلي ...




Share To: