الكتابة رسالة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


الكتابة رسالة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم ،

الكتابة رسالة : 

إن الكتابة هي أمر جلل يسعى بها المرء لتحقيق ذاته ، الشعور بكيانه وسط الكثير من الأعمال الأخرى التي يغلب عليها طابع الروتين والرتابة التابعة له ولكننا قد نجد البعض الذي يُقلِّل من قدرها أو يستخف بمَنْ يقوم بها ويعتبر أنها مضيعة للوقت لا غير ولكني أُخبِرهم جميعاً من خلال خبرتي بتلك المهنة المُجْهِدة التي تحتاج لتركيز مُكثَّف وعصف ذهني بأن الكتابة هدف شأنها شأن أي مهنة أخرى قد تجني من خلالها عائداً معنوياً وهو أكثر نفعاً للمرء من أي عائد مادي قد يلهث وراءه طيلة حياته ، فتلك الرسالة إنْ تمكنت من توصيلها لقلوب الجميع سوف تحظى بمكانة مرموقة ويرتفع قدرك في المجتمع وتترك أثراً بالغاً في نفوس البشر وتكون ذا نفع لا تحاول التقليد والاقتباس وكأنك تؤدي عملاً مفروضاً عليك من أجل لقمة العيش فحَسب ، فتلك الأعمال الأخرى إنما تُحجِّم قدرتك على الإبداع والابتكار ، تُحطِّم طموحاتك فتكون كغيرك من البشر تفعل نفس الأدوار المملة التي يقومون بها فتضيع حياتك ويتبدد شأنك في المجتمع بلا قدرة على التجديد والتنويع ، لذا على المرء أنْ يختار طريقه الذي سوف يسلُكه من البداية دون الانقياد وراء نفس المهن التي ينتهجها الجميع فتتقلص قدرته على الإنتاج بشكل أكثر كفاءةً وفاعليةً ، وأنْ يضع أهدافاً له وخططاً للوصول إليها وبدائل لتلك الخطط حتى إذا لم تُحقِّق مبتغاه تمكن من استخدام غيرها دون الشعور بالتعثر أو الحيرة التي قد تنتاب البعض فتُفْقِدهم قدرتهم على المواصلة حتى وإنْ كانوا ملأى بالشغف والطاقة ، فيكونوا بمثابة ذلك المحرك الذي تعطَّل فجأة فلم تتمكن المركبة أو الشاحنة من استمرار السير في طريقها المُمهَّد الذي شرعت فيه من البداية ، فلا بد لنا من بعض التركيز والقدرة على الدفاع عن معتقداتنا وما نؤمن ونُسلِّم به ، فإنْ تخلى المرء عن تلك الأساسيات لن يحقق النجاح المنشود طيلة حياته وسيظل واقفاً مكانه لا يبرحه أو يُحرِّك ساكناً مادام غير متشبث بأفكاره وآماله وإنْ لم يجد التشجيع المرتقب طيلة الوقت ، فالأهم هو إيمانه بما يفعل فذلك التصديق سيُمكِّنه من إيجاد الغاية السامية التي يحاول الوصول إليها ومن ثَم تحديد الرسالة التي يكتب من أجلها دون التأثر بأي مُحْبِطات قد يتعرض لها في بداية المشوار ، فبإصراره وعزيمته سوف يتمكن من التغلب عليها بل ركلها بأخمص قدميه والاستمرار في المسير دون توقف أو تعطل أو نظر للماضي فهو على أتم الاقتناع بأنه سيحظى بشعبية بالغة وجمهور غفير ذات يوم بتلك الجهود المُتفانِية التي يبذلها في سبيل إخراج نص فعال يساهم في التطوير أو التغيير أو التعديل في أي سلوك أو أمر مجتمعي كان ...




Share To: