اشتقت إليك | بقلم الكاتبة اللبنانية جيهان محمد لويسي 


اشتقت إليك | بقلم الكاتبة اللبنانية جيهان محمد لويسي


خَرجتُ اليومَ باكرًا رُغمَ كُرهي مؤخّرًا للإستيقاظِ مع شروقِ الشّمس، وأجبرتُ نفسي على تحمّلِ ثرثرةِ سائقِ الأجرة وأحاديثهِ عن أوضاعِ هذا البلدِ وحُكّامهِ الفاسدين، ووقفتُ في مدخلِ المبنى أمامَ مرآةٍ لا أطالُ منها شيء، كنتُ أقنعُ نفسي أنّي ما زلتُ في العشرينيّاتِ وأنّني أستطيعُ صعودَ هذا الكمّ المتعبِ من الدّرجات وذلكَ بسببِ انقطاعِ الكهرباءِ اللّعينةِ عن مِصعدِ المبنى، فأنا لا أعلمُ لما قد قرّرَ الإنسان العيشَ في الطّابقِ الأخير، ألا يُفكّرُ بعجزهِ قُبيلَ منتصفِ العشرينيّات!

وصلتُ بابَ منزلهِ حيثُ الفاصلُ الوَحيدُ بيننا ما لا يتعدّى العشرينَ خطوة، وضعتُ أمامَ البابِ ظرفًا أبيضًا مكتوبٌ عليه بخطٍّ أنيق:" إلى من أَحبّهُ قلبي وتعلّقت بهِ روحي وأصبحَ عِطرهُ يجري داخلَ شراييني، إلى من شاركني كلّ تجاربي الأولى".

وبداخلِ هذا الظّرف ورقةٌ صغيرة تحوي كلمةً وحيدة ربّما يتيمة تحملُ كلّ قلبي "اشتقتلك".

لا أخفي أنّي كنتُ أسمعُ نبضاتِ قلبي، لربّما بسببِ هذا الدّرج اللّعين أو من شدّةِ خوفي لفتحهِ هذا الباب فجأة!

لربّما لن ترى ذلكَ الظّرف ولربّما لن تعلمَ من كتبَ لك ذلك وسيفتضحُ هذا النّص ما أخفيتهُ لأكثرِ من ألفٍ ومئةٍ وثلاثةَ عشرَ يومًا من إفلاتكَ ليدي أوّلَ مرّة أو ما يجعلني أبكي مُنذ شَهر، أتمنّى أن لا تقرأ نَصّى هذا لكن وإن قرأتهُ فلتعلم أنّي رُغمَ كلّ هذه الجروح التي يعاني منها قَلبي وكلَّ النُّدوبِ التي لن يستطيعَ غيركَ مَحوَها "اشتقتلك".




Share To: