ردا على القول في جواز الأضحية بالطيور!! | بقلم دكتورة روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
أولا : حكم الأضحية سنة مستحبة عن رسول الله صل الله عليه وسلم للقادر عليها، ومن لم يملك ثمنها لا يتكلف بالاستدانة لفعلها ويكفيه أعمال الخير من الدعاء والاستغفار والتهليل والتكبير، وليعلم أن رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم ضحى عن أمته جميعا.
ثانيا : الهدف من الأضحية في هذا التوقيت المحدد وهو يوم العيد وأيام التشريق هو إراقة دم لله تعالى أولا ثم إدخال التوسعة على الأهل والأقارب والمحتاجين..
ثالثا : يلزم الوقوف في نوع الأضحية على ماورد به النص وهي بهيمة الأنعام وهذا مااتفق عليه الفقهاء الأربعة، لأن تحصيل المنفعة من الأنعام عند ذبحها أقوى وأليق بمقام الشعيرة، ولا نلتفت إلى مخالفة ابن حزم الظاهري في هذه المسألة مع جلالة قدره وعلمه، لأنه لا مصلحة مرجوة من قوله بجواز الأضحية بالطيور، إذ يستطيع العبد أن يذبح الطيور ويتصدق بها مطبوخة أو نيئة، مذبوحة أو على قيد الحياة، و بالتأكيد هي صدقة مستحبة عند الجميع لأنها تدخل في باب إطعام الطعام الذي عده رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم من أفضل الأعمال.
رابعا: أما استناده إلى فعل ابن عباس الذي ورد عنه أنه كان يبعث غلامه في العيد يشتري لحما ثم يمر به في السوق ويقول هذه أضحية ابن عباس، لا يقصد أن شراء اللحم يعد أضحية ولكن فعل ذلك ليبين للناس أن الأضحية غير واجبة، ولذا تركها أبي بكر وعمر رضي الله عنهما حتى لا يظن الناس أنها واجبة فيتكلفون مالايطيقون.
خامسا : أما ماورد عن بلال رضي الله عنه أنه ضحى بديك وأقره النبي صل الله عليه وسلم فهي قصة لا أصل لها في مصادر علم الحديث.
سادسا : أن في جواز الأضحية بالطيور استهانة بهذه الشعيرة التي هي في الأصل إحياء لسنة سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي فدى الله تعالى ابنه عليه السلام بذبح عظيم، فكيف يقول الحق سبحانه ذبح عظيم ثم نقول دجاج وبط وأوز، بل أرى أن هذا القول فيه إساءة أدب مع الله تعالى، (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) الحج 32، فمن قدر عليها فليضح كما ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن لم يقدر لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. والله تعالى أعلى وأعلم.
Post A Comment: