خِصلة الرجال | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


خِصلة الرجال | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



 السلام عليكم ، 

خِصلة الرجال :

على اختلاف طبائع الرجال تجمعهم خِصلة واحدة وهي حب الذات والأنانية المُفرِطة فعادةً ما يلجأ الكثير منهم إلى الهرب من مشكلاته الشخصية وتبرير أخطائه وسلوكياته الغير منضبطة التي تصدر عنه في بعض المواقف ، ويُوضع هذا العبء بالكامل على كاهل المرأة فهي تحاول التأقلم على تلك الطبائع ولكنها رويداً رويداً تفقد أعصابها وقدرتها على التَحمُّل أيضاً خاصةً إنْ تمادى الرجل في اتباع تلك التصرفات والعادات السيئة التي لا تَنُم سوى عن شخص سفيه غير مكترث بالإبقاء على سلامة تلك العلاقة وخلُوِّها من النزاعات المتكررة لنفس الأسباب ، فعلى الرجل أنْ يدرك عيوبه محاولاً إصلاحها بقدر الإمكان علَّه يساهم في تسيير الأمور مع زوجته قبل أنْ تصل لحائط مسدود وكأنه وضع حائلاً يفصله عنها بإصراره على الاستمرار في تلك الأخطاء دون تفادي الوقوع فيها وكأنها صارت مُتعمَدة من أجل اجترار وجَلب المشكلات من العدم ، فتلك الطبيعة المختلفة لكلا الجنسين لا بد لها من وقفة حازمة حتى نصل لنقطة تلاقي تُمكِّن الزوجين من ممارسة الحياة بشكل طبيعي سلس دون أنْ يقعوا في فخ المشكلات التي لا حصر لها بفعل تجنب الطرفين اكتشاف عيوبه والعمل على إجلائها بقدر المستطاع وبخاصةً الرجل فهو مَنْ يساهم في المقام الأول في اندلاع تلك المشاحنات فتتحول الحياة لساحة معركة بفعل التغافل عن ترك تلك المساوئ والعيوب التي تملأ شخصيته وكأنها جزءٌ لا يتجزأ منها يصعب عليه التخلي عنه معتقداً أن المرأة عليها تَحمُّل ما يفوق طاقتها وبهذا إتيان على حقوقها ، فلكل منا متطلبات في تلك العلاقة وإنْ كانت زهيدة فهذا لا يُقلِّل من أهميتها وأهمها الشعور بالأمان والتقدير والحرص على مشاعر الطرف الآخر وإغماره بالاحتواء والتفاهم والقدرة على تَحمُّل تلك المسئوليات التي تتزايد بالفعل بمرور السنوات وتحتاج لجو صافٍ خالٍ من المشكلات وإلا تفاقمت وقَضَت على الأسرة بأسرها وبالأخص على نفسية الأبناء في المستقبل ، لذا على كل منهما بذل قصارى جهوده للحفاظ على استقرار تلك العلاقة وعدم الجنوح بها لمسار غير مرغوب من كليهما حتى لا يندم على هدم تلك المنظومة بفعل تلك الهوجائية التي يتعامل بها معها وكأنه غير مهتم بوجودها من الأساس ، فإنْ منح الطرفان الأولوية لهذه العلاقة ستستمر دون أنْ يُصيبها أي خلل أو فجوات تُبعِدهم عن بعضهم البعض وتتسبب في الفراق على المدى البعيد بفعل تشبث الرجال بتلك الخِصال المشينة دون الرغبة في التَغيُّر تماماً وهذا ما يساهم بشكل كبير في ضياع تلك الشراكة التي جمعته بتلك المرأة ذات يوم ، فهي على أتم الاستعداد لتقديم المزيد من التنازلات بخلافه فهو لا يفكر حتى في تبديل بعض الخصائص السلبية التي يتسم بها من أجل إثبات قدرها لديه أو الحفاظ على استمرارية الحياة بينهما وبين هذا التصرف وذاك تضيع المزيد من الحقوق والعلاقات دون أي سبب واضح بفعل العِناد والكِبر والغرور وغيرها من السمات الشنيعة التي لا تُرضي امرئ قط سواء أكان ذكراً أو أنثى ولكننا في مجتمع ذكوري دوماً ما ينحاز لحال الرجل الذي ندَّعي بأنه مظلوم ، مقهور طيلة الوقت دون عناء النظر للأنثى وما تمر به من ضغوط بدايةً مع الرجل وتبعات العيش معه لحين الوصول لواجبات الأبناء التي لا تنتهي ، فرفقاً بنا يا معشر الرجال فلكل الإناث طاقة مثلكم إنْ نفدت هُدَمت الأسرة بلا شك ، فلا تُثقِلوا علينا الحِمل أكثر مما هو عليه بتلك التصرفات الصبيانية الحمقاء التي لا يتصف بها سوى صِغار العقول فحَسب ...



Share To: