أريد أن أكتب | بقلم الشاعرة السورية فاطمه يوسف حسين


أريد أن أكتب | بقلم الشاعرة السورية فاطمه يوسف حسين



 أريد أن أكتب..  

حتّى أكون مرّة عاشقة 

ومرة خائنة.. 

لأرتدي مرة فستان ملكة.. 

ومرة ملابس خادمة.. 

لأمارس دور الضّحية.. 

وأجلدُ قلبكَ كظالمة.. 

فالكتابة هي أن تختلط عليك الأدوار

وتصير -بليلةٍ واحدة- كلّها.. 

العبد والسّيد.. 

الحرب والسّلام.. 

هي أن تدور في فلك التّناقضات.. 

لا تعرف.. 

أحبك أنا أم أكرهك؟

صادقة أنا أم كاذبة؟


أشتهي أن أشتري وطناً 

يُشبِه حذاء طفل حديث الولادة.. 

كلّما اتّسخَ.. 

نظفته من جديد

فعاد لامعاً.. 

لذا تماماً.. 

أنا أكتب!


أكتب.. 

لتعرفني الأحلام..  

فتعود العجوز شابة.. 

ويتحوّل الضّوء إلى شرنقة.. 

والفراشة إلى عيد..

 

ليصير حجم الباعة 

أكبر من حجم المشترين

والفقاعة الاقتصادية التي عرفتها هولندا 

أيام التوليب.. 

تعرفها شوارع دمشق الباردة كالصّيف.. 

فتتحوّل إلى بناء جديد.. 

ليس بحاجة إلى مستحضرات تجميل

يكفيه أن يقلَّم أظافره.. 

لتنبت مرّة أخرى.. 

في أصابع فقير.. 

بدل أن يبيع الليمون لتأكل عائلته.. 

يبيع الفِقر.. 

ويشتري عمامة أمير! 


أكتب.. 

لأصير بروتوس.. 

إله البحر الذي كان بمقدوره 

التحول إلى أي شيء يريده في الكون

لأسألني: لو كان بيدي أن أتحوّل لشيء 

ماذا سأختار أن أصير..؟

لأجيبني: بالطّبع لحن من ألحانك.. 

صوتك.. فلسفتك.. خطوط يديك..

شعر صدرك.. 

أو بالأحرى.. 

لا شيء! 


أكتب: 

لأسألني سؤالاً آخر: 

لو استطعت أن أختار طريقة موتي

أي الطّرائق سأختار؟ 

لأجيبني: 

يكفيني أن تكون شاهدة قبري

قصيدة من شعرك

قطرة من عرق كتبِك..

يكفيني أن أموت وحيدة..

فتسهر مذكّراتي حولي 

تصفق وتضحك وتبكي 

وتحوّلني لطائر فينيق 

بعد أن صار رماداً.. 

بُعِث من جديد! 


أكتب.. 

حتّى لا أغار عليك من الكلمة.. 

حتّى أشعر بالجميع.. 

ولا أشعر بأحد!



Share To: