مكنون المرء | بقلم الأديبة المصرية / خلود أيمن

مكنون المرء | بقلم الأديبة المصرية / خلود أيمن 

مكنون المرء | بقلم الأديبة المصرية / خلود أيمن

 السلام عليكم ، 

مكنون المرء : 

داخلي كهف مهجور وكأنه أرضٌ قاحلة لم تطئها قدم من قبل ، لا أرغب أنْ يدخله أحد ، أَوِده فارغاً سوى من تلك الأفكار والمبادئ التي أؤمن بها وأحاول الحفاظ عليها من التَشوُّه أو التلوث أو الاندثار وسط هذا الخراب الذي حلَّ بأجمع المجالات في ذاك العصر الذي نعيشه ، ربما رغبت في إبقائه بعيداً عن كل تلك المسوخ منعاً من تَغيُّره للأسوأ ، انخراطه في هذا الوحل الذي قد يطمس الدور الفعال لكل تلك الأفكار التي يشملها ، ربما رغبت في استخدامه بصورة مختلفة ذات يوم ، وددت أنْ يساهم في بناء ونهضة المجتمع ، لم أُرِد أنْ أجعله بلا قيمة ، مملوءاً بما يهدمه ولا يفيده ، لذا جعلته نائياً بتلك الدرجة عن كل ما هو فتاك حتى لا أساعد في امتلائه بالترهات وكأنها أتربة تعلوه فتتراكم سنةً تلو الأخرى حتى تُضيِّع رونقه وجماله الباهر الذي يُميِّزه ويجعله جذاباً لكل مَنْ يراه من على بُعْد ، فالحفاظ على قيمة المكنون الداخلي للمرء هو ما يُبرز تلك المميزات التي تجعله مختلفاً عمَّن سواه فهو لم يرغب يوماً أنْ يكون كالجميع ...