سفر المرأة بلا محرم ................ وجهة نظر | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 


سفر المرأة بلا محرم ................ وجهة نظر | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
سفر المرأة بلا محرم ................ وجهة نظر | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة


مسألة سفر المرأة بلا محرم من المسائل التي أخذت حظها من المبالغة والتهويل في  توضيح حكمها ، شأنها شأن كل ما يخص المرأة من قضايا ، رغم أنها في غاية البساطة واليسر ، وتعالوا بنا نتفق على أمور من خلالها يتضح الحكم الشرعي للمسألة :

الأمر الأول : لو أن زوجا سافر بدون زوجته لمدة عام للعمل أو للعلم وبموافقتها، هل يوجد محظور شرعي ؟ بالطبع لا ، طالما أمن عليها ، وهي أمنت على نفسها .

الأمر الثاني : لو أن الزوج  نقلها برغبته من المدينة وتركها عند أهلها في القرية مثلا بمفردها لمدة أسبوع أو يزيد ، هل يوجد محظور شرعي ؟ بالطبع لا ، بالضابط السابق . 

الأمر الثالث : نؤمن بأن السفر اليوم بالطائرة أوبالقطار أو بالسيارة أكثر أماناً من السفر قديماً على الراحلة خاصة للمرأة  ، لأن المراة إذا سافرت سفراً مسافته طويلة ( ثلاثة ايام بلياليهن ) على راحلة ، بكل تأكيد هي عرضة للخطر والاعتداء عليها خاصة في حالة عدم توافر الأمن ، ولذا اشترط رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تسافر مثل هذه المسافة  بفردها إلا مع زوج أو ذي رحم محرم ، أما عند توافر الأمن فلا حرج في سفرها بمفردها حتى في زمن السفر على الراحلة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صح عنه أنه قال : " فوالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتي تسير الظعينة من صنعاء إلي حضرموت لا تخشي علي نفسها شيئاً إلا الله " أحمد ، فما بالنا بتطور العصر وقلة عدد ساعات السفر من أيام وليال إلى سويعات قليلة ، إضافة إلى توافر الأمن  غالباً.؛ إذن حديث النبي صلى الله عليه وسلم يخص سفر المرأة في حالة غياب الحالة الأمنية ، وإذا كان الحكم عند العلماء يدور مع العلة وجودً وعدماً ، فينعدم الحكم لانعدام علته . 

الأمر الثالث : حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة ثلاث ليال إلا ومعها ذو محرم. " صحيح ، المقصود منه أن المرأة التي تسافر سفراً طويلاً مسافته تبلغ مسافة القصر ( 85 كيلوا ) أويستغرق طول الطريق هذا ثلاثة أيام بلياليهن بركوب الرحال ودبيب الأقدام ، فيجب أن يكون معها زوج أو ذي رحم محرم ، أي النهي يخص الطريق فقط ، أما المبيت بدون محرم ، أو سفر المحرم بدونها فلا حرج فيه عند أهل العلم ، وإنما وضعوا له ضوابط حتى لا يترتب عليه مفسدة .

ولتقريب الصورة : لو  أن امرأة قالت اليوم لزوجها سأسافر على جمل أو خيل أو حمار مسافة تقدر بثلاثة أيام في الطريق بمفردها فلن يوافق زوج عاقل أو محرم عاقل على سفر المرأة هذه المسافة بهذه الوسيلة للسفر للخوف عليها بسبب طبيعة وسيلة السفر والتي لا يتحقق معها الأمن على المرأة بمفردها ليلا ونهارا.   

ولذلك أرى أن مذهب السادة الشافعية في هذه المسألة هو الأسعد والأولى : وهو جواز سفر المرأة بدون زوج أو ذي رحم محرم طالما كانت في رفقة آمنة ، سواء كان السفر للحج أو للتعليم أم للعمل  ولا يشترط أن تكون رفقه خاصة بل رفقة عامة ، ولكي يكون الكلام أكثر وضوحاً المراد بالرفقة الآمنه ، اي التي تشعر المرأة بالأمان على نفسها وعرضها في وسطهم ويمكن ترجمتها في المسافرين معها على متن الرحلة أو المسافرين معها في القطار أو أي وسيلة من وسائل المواصلات . 

وعلى ذلك أقول لاإثم بإذن الله تعالى على الطالبات الوافدات من خارج جمهورية مصر العربية والمقيمات في بلادنا لطلب العلم وغالبهن بدون محرم أو زوج  ، ولا أبالغ إن قلت أنهن نموذج يُحتذى به للمرأة المسلمة خارج وطنها ، ومن باب أولى الطالبات المصريات القادمات من كافة محافظات مصر سواء كن ساكنات المدن الجامعية أم سكن خارجي . والله تعالى أعلى وأعلم .




سفر المرأة بلا محرم ................ وجهة نظر | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة


Share To: