خطأ النادل | قصة قصيرة بقلم الأديبة المصرية/ خلود أيمن


خطأ النادل | قصة قصيرة بقلم الأديبة المصرية/ خلود أيمن
خطأ النادل | قصة قصيرة بقلم الأديبة المصرية/ خلود أيمن

 


 السلام عليكم ، خطأ النادل : 

كنت جالساً في ذاك المطعم الذي اعتدت الذهاب إليه ولكن تلك المرة كان مذاق الطعام مُغايراً وكأنه غير مطهوٍ جيداً ، ناديت النادل وعاتبته فكيف يمكن تقديم الطعام بتلك الطريقة التي تسئ لسمعة المكان وتخسف به الأرض وكأنها تَضَعه في الحضيض بعد مجهود تلك السنوات السالفة ؟ ، اعتذر في خجل وانصرف ، جاء ومعه المدير وطلبا مني الغفران والسماح على أنْ يتم إعداد وجبة جديدة شهية بغير التي أرسلاها لي منذ قليل ، لم أُرِد أنْ أنشئ أية مشكلات رغم ضيقي وضجري بالمكان فلقد كان يوماً غابراً منذ أنْ كنت في العمل صباحاً فقررت الذهاب لمطعمي المُفضَّل لتناول ما لذَّ وطاب من المأكولات كي أُحسِّن من حالتي النفسية وما كان منهم إلا أنْ عكَّروها أكثر مما كانت ، وددت الصراخ والشجار والعِراك ولكن رد فعلي كان مخالفاً تماماً لما توقعت وتمنيت ، كان هادئاً جداً لدرجة مُخيفة ، فلقد وافقت على الفور على عرضهم هذا وارتضيت به ، انتظرت الطعام بفارغ الصبر ولكني تَوعَّدتُ لهم في قرارة نفسي أنْ أسيء إليهم إنْ تكرر هذا الخطأ وسأعتبر أنه عن عمد تلك المرة ، ذهبا وأحضرا لي الطعام بعد قليل ، هدأت نفسي قليلاً حينما بدأت في التذوق لقد كان شهياً تلك المرة ومن الواضح أن الطباخ لم يكن ذاته الذي قدَّم لي الوجبة السابقة ، انتهيت من الطعام وطلبت مشروباً احتسيته بأكمله ثم انصرفت ، الآن قد تغيرت مِزاجيتي تماماً وصرت أفضل من حالي في بادئ اليوم الذي لم يكن يُبشِّر بأي أمر مفرح ولكن نحمد الله لقد انتهى بما يُسر ويُرضِي ، عدت للمنزل وقررت الاسترخاء بعد كل هذا العناء الذي مررت به طيلة اليوم فلقد تعلَّمتُ درساً مهماً وهو ألا أحكم على الأمور من الوهلة الأولى وأنْ أتريث وأتحلى بالصبر وألا أفقد أعصابي أو أنفعل مهما حدث ...




Share To: