زهرة الصبّار | بقلم الأديب السوري/ عبد الكريم سيفو
![]() |
زهرة الصبّار | بقلم الأديب السوري/ عبد الكريم سيفو |
ما عاد لي صوتي
فمن سرق الصدى ؟
ما جاءني حلمٌ تكسّر في متاهات البكاءِ ..
وكلّ من حولي يسائل وخهيَ المنبوذَ منّي
كيف عدْتَ من الردى ؟
لا شيء يشبهني
سوى حزني المعتّقِ بي
وصوتٍ من عميق الروح باغتني
وهل ما زلتَ حيّاً يا ربيب الموت ؟
هل قد عدتَ للوجع الشغوفِ ؟
كأنكَ الناي المثقّب بالرصاص ..
تجيء من وجعٍ
إلى وجعٍ سدى
وتعيد تشكيل النهار على هواكَ ..
وصرخةَ الطفل المشرّدِ فيكَ ..
دعنا كي ننامَ ..
فقد تعبنا من كلام المتّقينَ ..
ومن تراتيل الهدى
دعنا , وعدْ للموتِ ..
وحدكَ من يُعِدُّ موائد الزمن الجميلِ ..
ومن يغنّي في العزاءِ ..
فلا تعدْ ترمي حصاتكَ في مياه النائمينَ ..
لترتدي حلماً جديداً غائماً
ما زلتَ تهرق حبركَ المجنونَ ..
في ليل الكآبةِ ..
زاعماً أنّ الربيع يجيئنا
فجراً غدا
إلّاكَ لا أحدٌ يموت ..
ولا سواكَ يعيش في وهم الحكاية , والوعودِ ..
يرى هزيمة حزننا الأبديِّ ..
هل ما زلتَ تعتقد النبوّةَ ؟
كيف تأتي بالنبوءةِ ؟
قلْ لنا يا من بقيتَ على تخوم العمرِ ..
تحيا في البلاد مشرَّدا
هي زهرة الصّبّار تنبئني !!
وقد أدمنتُ من وجعي
صراخَ الجرح في صوتي
وتحضنني
لأولد في حروفي كالمدى
يا سيّدي (الوطنيَّ) خذ بنبوءتي
وأنا الممدّد في بساط الريح ..
أنزف من سياطكَ ..
قد يموت الموت يوماً
كي نعود زنابقاً
تهدي إلى الآتينَ بوصلة النجاةِ ..
فهل حسبتَ بأنني سأظلّ عمراً
في حماكَ ممدّدا ؟
وأصابعاً أحرقْتَها
(في حقدكَ الوطنيِّ)
تنبت مثل سنبلةٍ تعود إلى الحقولِ ..
لتغزل الفرح المضمّخَ بالنزيفِ ..
وربما عقدتْ مع السحب البعيدة صفقةً
كي يصبح المطر البهيُّ صديقها
لولا أتى في غفلةٍ
من حارس المدن الذي سدّ المنافذَ ..
كي بها يتسيّدا
هي زهرة الصّبّار تعلم ما يجيء ..
وما يفوتُ ..
لعلّها قد واعدت سرب الفراشِ ..
وليس تنسى الموعدا
فاسرجْ رؤاكَ إلى مدائنكَ البعيدةِ ..
واقطف الأمل الجديدَ ..
فلن تعود مقيّدا
وارحلْ لسدرة منتهاكَ ..
فليس ينفعكَ الهروب إلى الأمامِ ..
ولا تغبْ عن أغنيات العاشقينَ ..
فربما يوماً تكون إمامهم
والمنشدا
صدئت بحنجرة المهاجر , والنوى أصواتنا
وتكلّست أحلامنا
فمتى نعود إلى الحياة مع الندى ؟
لا تنتظرْ
سيكون موعدنا غدا !!!
Post A Comment: