القناعة | بقلم الكاتبة الصحافية السودانية/ هديل عبدالرحمن


القناعة | بقلم الكاتبة الصحافية السودانية/ هديل عبدالرحمن
القناعة | بقلم الكاتبة الصحافية السودانية/ هديل عبدالرحمن



القناعة عبارة سمعناها كثيراً وعندما فكرت فيها كمعنى أحببتها أكثر ومنذ أن عرفت معناها وأنا مُسلمة ومقتنعة تماماً بكل ما لدي بل ممتنة جداً لكل شيء في حياتي لذلك أصبحت أقل قلقاً وأكثر طمأنينة وإسترخاء.

من الممكن أن تتغير الحياة إلى الأفضل بمجرد أنك تعلمت كيف تتوقف عن الإمور التي لا تستطيع تغييرها، لذا علمت نفسي كيف تتقبل الأمور برضا، وربيتها على القناعة، علمتها أيضاً التغاضي وفن التخلي، كما روضتها على عدم الندم والإلتفات للخلف وساعدتها على المضي دوماً للأمام، ومنذ أن تعلمت ذلك وجدت في أعماقي الراحة والسكينة وأكتشفت أن الشخص غير القنوع يعيش دائماً في صراع مع نفسه وقد يسبب الأذى لغيره لأنه سيكون دائم الشكوى والتذمر من الحياة ويعطيك طاقته السلبية كاملة تتلقاها أنت بتعاطف معه لكنك لا تدري انه بذلك يسحب طاقتك وإيجابيتك منك فهو ارتاحت نفسه بالحديث والفضفضه لكن جعلك تحمل همه وبخ سُمهُ فيك، وربما تشعر لوهله أن كلامه صحيح بل وينطبق عليك، يأتي ذلك بسبب شعوره الدائم بالنقص ولأنه يُقارن نفسه بغيرهِ وينظر دائماً إلى ما في أيدي الآخرين وهذا أخيراً سيؤدي إلى الإكتئاب.

كل ما يأتينا من عند الله يجب أن نحمده عليه ونرضى بما قسمه لنا ونحب ذاتنا كما هي نُحب صحتنا، نُحب عيشتنا، نُحب أوضاعنا وظروفنا، وأشكالنا، نُحب عملنا وما وصلنا إليه وتلهج ألسنتنا وتردد قوله تعالى: (الحمد لله الذي فضلني على كثير من عباده المؤمنين)

الحمد لله على ما وهبنا ربنا لأن الحياة لا تعطينا كل ما نطمح إليه.

وعلينا أن نفهم أننا عندما نزدري نعمة الله ومنته علينا ونستصغرها ونرى أننا نستحق أفضل من ذلك فهذا اعتراض على آمر الله وتدابيره، سخطنا لا يجلب لنا سوى مضاعفة الخسائر النفسية والبدنية خسائر تصل إلى أبعد مدى وحتى على مستوى علاقتنا بالله سبحانه وتعالى.

لا خيار أمامنا سوى التواؤم مع ظروفنا واقدارنا ومحاولة اللحاق بركب الحياة لأن الحياة تسير إن رضينا وإن سخطنا عليها ، قافلتها لا تنتظر المتخلفين عنها وطوق نجاتنا في هذه الحياة هو التمسك بالإيمان بالله والرضا بقضائه وقدره خيره وشره وبالأمل الدائم في أن يكون الغد الآتي أفضل من الآمس المنقضي.


أخيراً:

كافحوا ولا تجعلوا الحياة تأخذكم إلى مرادها خذوها أنتم إلى قمم أحلامكم بقناعة ، قناعة تتواجد بإتساع في أهدافكم وأمنياتكم إلى أن تحصلوا على ما تحبون لطالما آمنتم أن في الحياة لا يوجد شيء اسمه مستحيل وكونوا على يقين بأن ما يحدث معكم هو لطف من ربكم بكم.




Share To: