اضطراب داخلي | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
![]() |
اضطراب داخلي | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن |
السلام عليكم ،
اضطراب داخلي :
هناك لحظة تتغيَّر فيها الحياة تماماً وكأنها انقلبت رأساً على عقب ، تُصيبك الحيرة ، لا تدري أصارت الأوضاع أفضل اليوم أم ساء حالها ؟ ، أَطاب قلبك الآن أم أصابه العَطب ؟ ، أَراقت لك الحياة أم كشَّرت عن أنيابها أكثر من ذي قَبْل ؟ ، تشعر وكأنك تائهٌ في بحر الحياة الغائر لا تتمكن من التقاط أنفاسك وكأنك غريقٌ في أعماق المياه لا تتمكن من السباحة أو تَجِد مَنْ يُنقِذك ويأخذ بيدك لبر الأمان ، لا تدرك أستظل كثيراً في تلك الحيرة وذاك الشتات أم ستتبدَّل تلك المشاعر المضطربة فجأةً وتُريحك من كم العناء الذي كابدته طيلة أيامك السابقة ؟ ، تظل تفكر كثيراً في أمور جَمَّة لدرجة أنها تصبح متشابكةً متداخلةً تُربِكك أكثر وتُزيدك حيرةً وتُزيد الأمور تعقيداً ، لا تعلم كيف تُفكِّك تلك الشبكة المترابطة داخلك فهي تتعقد أكثر كل مدى كلما حاولت البحث عن حلٍ مناسب أو طريقة معينة للنجاة ولكن هيهات فقد صار كل شيء يسير على نحو مُبهَم غير مفهوم إذْ يُفاقِم داخلك الاضطراب ويجعلك مشدوهاً من كم التناقضات والصراعات التي تجول داخلك من أجل الحصول على بعض الراحة والهدوء بعد تلك المعارك القائمة بلا توقف ، وكأنك تبحث عن هدنة من ذاك العالم المُروِّع الذي يفتك بأحشائك ويجعلها تتآكل بالبطئ حتى يُخفيك تماماً من الوجود وكأنك صرت عدماً بلا أي قيمة ، فلا عليك أنْ تترك ذاتك لكل ما يحدث داخلك كي لا تشعر بانفصالك عن العالم الخارجي المحيط وكأنك فقدت التواصل معه بالفعل واكتفيت بهذا الكم الهائل من الخراب والضجيج الساري داخلك والذي لن يتوقف إنْ لم تُحجِّمه من تلقاء نفسك ، فكل منا يَمُر بتلك الصراعات والقوي هو مَنْ يتمكَّن من تهدئتها بعض الشيء كي يتمكن من ممارسة حياته بشكلٍ طبيعي كسائر الخلق وإلا فقدها في القريب العاجل لا مَحالة ...
Post A Comment: