Articles by "حوارات ثقافية"
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حوارات ثقافية. إظهار كافة الرسائل

 

حوار صحفي مع الشاعرة سوسن إبراهيم


حوار صحفي مع الشاعرة سوسن إبراهيم


حاورها أحمد داود 

س ١ 

من هي الشّاعرة سوسن إبراهيم ؟

_ اسمي سوسن يونس إبراهيم من جبال الدّالية الّتي تشعّ جمالًا وألقًا وإبداعًا ولقد نشأتُ وترعرعت في بيئةٍ تشبهني بمحبّة الآخرين ودعمهم وكان لوالدتي الأثر الكبير في طريقة تفكيري وأمّا الذي دعمني كلّ الدّعم منذ الصّغر في نشر قصائدي في مجلّة الحياة الّلبنانيّة فقد كان والدي فكانت أجمل شهادةٍ من الصّحافة العربيّة عندما عُيّنت مسؤولة القسم الثّقافيّ من قبل مدير تحريرها الأستاذ سليمان إبراهيم القطريب

س٢

الشَّعر لغة الطّبيعة والحياة بها نحاكي كلّ الطّقوس المحيطة بنا بإيجابيّاتها وسلبيّاتها 

فكيف تراه الشّاعرة الأديبة سوسن؟

_إنّي أرى في الشِّعر فسحةً سماويّةً في زمن الوجع والألم والحزن وإيجابيّاته كثيرةٌ وما هو سلبيٌّ أبتعد عنه وأنأى ولا أقف عنده  كما أنّني أحاول تجنّب النّقد إذا لم يُطلب رأيي  تفاديًا للحساسيّات في هذا السّياق.

س٣ 

كما علمتُ فإنّك مدرّسةٌ لّلغة العربيّة

فكيف تتعاملين مع طلّابك 

وأيَّ رسالةٍ تريدينها أن تصل  إليهم

_ أحبّ طلابي كثيرًا وأعاملهم بمحبّةٍ واحترامٍ كبيرين لهذا ففي عيد المعلّم يصلني حقّي من التّكريم من قبَلهم بأجمل العبارات 

وأنت تعلم أنّ مهنة التّعليم مهنةٌ تربويّةٌ إنسانيّةٌ تثقيفيّةٌ لذلك تراني آخذ معهم دور الأمّ والمرشدة والمعلّمة كما أنّني أخصّص مكافأةً لّلذي يتميّز منهم وأدعم نفسيًّا وتعليميًّا كلّ من لا يحبّ الّلغة ويستصعبها حتّى يقع في عشقها وتزول صعابها أمامه.

س٤

مانوع الشِّعر الّذي يجذبك أكثر ويأخذ منك جلَّ اهتماماتك وأيّ نوعٍ من أنواع  الشِّعر تكتبين؟

_ يجذبني من الشِّعر ما يحويه  من قصّةٍ أو عبرةٍ أو حكمةٍ وأحبّ ما كان منه جميلًا عذبًا رقراقًا متأمّلةً في معانيه وواقفةً عند مراميه  وغائصةً في مفرداته فأتلذّذ بقراءة السّيّاب متألّمةً متوجّعةً كما لو كنت أنا من كتب قصائده  وأنادم الجواهريّ وأطرب لبدوي الجبل كأنّني أنا من قلت ما قالاه من شِعرهما الجزل الفخيم وهنا أستطيع القول : 

إنّ الشِّعر أنا وهو دنياي الأحبّ الأشهى بجميع أشكاله ومختلف أنواعه.

س٥

هل لديك دواوين ؟ ومتى تمّ إصدارها؟ وما هي عناوينها؟

_ نعم لديّ من الدّواوين الآن واحدٌ فقد  تمّ إصدار مجموعتي الشِّعريّة الأولى في عام 2022 من خلال دار دال للثّقافة والنّشر بموافقة اتّحاد الكتّاب  العرب في سوريّة على أمل إصدار دواوين أخرى في المستقبل.

س٦

ما رأيك بالملتقيات الأدبيّة ؟وهل هي قادرةٌ على إيصال رسالتها كما هو مطلوبٌ منها؟

_ إنّ الملتقيات الأدبيّة هذه قد اشتركت بالعديد منها وهي مثلما أراها صلة وصلٍ لا يستهان بها مع المستمع المتلقّي وما هو جيّدٌ أصيلٌ أتابعه بكثيرٍ من الاهتمام والشّغف  ومايعجبني منها فإنّي أستمرّ فيها متابعةً نشاطاتها وأعمالها  وفي اللّاذقيّة يعجبني منها كلّ الملتقيات الّتي شاركت بها من ملتقى عشتار الثّقافيّ إلى ملتقى الشّراع إلى ملتقى بكسا الأدبيّ وملتقى جبلة الثّقافيّ وملتقى الشّام الثّقافيّ وغيرها  وإنّي أحبّ المشاركة في كلّ الملتقيات السّوريّة الرّاقية الّتي تهدف لجعل الكلمة سلاحًا فعّالًا في وجه الجهل والتّخلّف وصولًا إلى ما يؤمل من  التّطوير والتّحديث وإرسال زخّات الأمل غزيرةً متدفّقةً.

س٧

ما هو دورالمراكز الثّقافيّة حيال الشِّعر والشّعراء؟ وهل هناك فرقٌ بين منابر الملتقيات وبين منابر المراكز الثّقافيّة؟

_ لا ريب في أنّ المراكز الثّقافيّة تظلّ منارةً مشعّةً  للشّاعر والمتلقّي معًا ولكلّ من يبحث عن الجمال جاعلًا إيّاه هدفًا أساسيًّا له 

ولست أجد فرقًا كبيرًا بين الملتقيات والمراكز الثّقافيّة سوى أنّ المراكز الثّقافيّة تحاكي الكلّ وتخاطبهم بينما الملتقيات الثّقافيّة محورها وهدفها بعض الأفراد والأفراد هم الكلّ إن  اجتمعوا معًا وتلاقوا فيما بينهم .

س٨

من هو الشّاعر الحقيقيّ برأيك؟

_ إنّ الشّاعر الحقيقيّ في نظري  هو ذلك الّذي يلتزم قضيّةً كبيرةً ما مدافعًا عنه بكلّ ما أوتيه من قوّةٍ وعزيمةٍ وإصرارٍ محترصًا على أن يكون مثالًا يحتذى به  في الدّفاع عن نقاء الوجود وسلامه وفوزه وهو ما أراه عند  الكثيرين من الشّعراء المجتهدين الباحثين عن الجمال والآخذين قرّاءهم نحو مرافئ الأمل والتّحدّي.

س٩

منذ متى بدأت خيوط النّور الأدبيّة تطلق بريقها

_ دائمًا وأبدًا ثمّة نورٌ يأتينا منبثقًا مغيّرًا حياتنا نحو الأفضل والأرقى 

فعندما كنت أنشر في جريدة الأخبار الّتي ما زلت أفخر بها حتّى الآن وبمدير الصّفحة الثّقافيّة فيها حينما شجّعني قائلًا لي :  لا أحد يمكنه أن يكتب هذه العبارة المتميّزة إلّا سوسن إبراهيم /صلاتهم كالزّجاج /و/يقصف الشّوق والحنين/

فاكتبي لا تتوقّفي تابعي.

كنت حينها أمشي صوب الشّمس والنّور يشعّ من جنبات  قلبي 

رحمك الله أستاذي عبد الرزاق داغر الرشيد الّذي له عليّ فضلٌ لا يُنسى وأثرٌ طيّبٌ كبير لا يمحوه تعاقب الأعوام.

س١٠

مَن من الشّعراء استوقفك شِعره أكثر وكان بمثابة القدوة لك؟

_ كثيرون لكنّ أهمّهم عندي هو  القس جوزيف إيليا لأنّه يخاطب الوطن الّذي لم ينسه على الرّغم من ابتعاده عنه مضطّرًا بروحٍ ملأى بالشّوق والحنين والحبّ وقصائده أكثر من أن تحصى في هذا المضمار لعلّ أوجعها قصيدته أنا الغريب الّتي يختمها بقوله :  


أنا الغريبُ وموتي ها هنا وجعي 

ربّاهُ  إنّي أريدُ الموتَ في وطني


وختامًا دعني من عمق القلب أقدّم لك جزيل امتناني وتقديري وأكثر من تحيّةٍ يا أستاذ أحمد داوود على حوارك الجميل هذا متمنيّةً أن أكون قد أجبت بما ينفع ولم أثقل على أحدٍ .



 الباحث علي شعثان: المشهد الثقافي اليمني غائم الملامح 


الباحث علي شعثان: المشهد الثقافي اليمني غائم الملامح



أجرى الحوار:لطيفة محمد حسيب القاضي 

كانت بداياته في الصحافة المدرسية منذ المرحلة الإعدادية في السلّم التعليمي باليمن متدرجاً في الإكتساب المهني حول العمل الصحفي فعمل فيها رسميا بداية 1999م ليستمر في النشاط ويحصل في 2009م على ترخيص من وزارة الإعلام يسمح له بطباعة ونشر صحيفة العُلا وتوزّع على مستوى نطاق الجمهورية اليمنية ككل بيد إن الكتابة والنشاط البحثي هما شغله الشاغل ومتنفسه الذهني

وذلك ليس غريب ، لأنه يمتلك العديد من الإمكانيات، والأدوات، ويتحكم بالسطور والكلمات بإحترافية.تجاوز العديد من الصعاب  بأسلوبه المميز  لأنه ثابت الخطى، هو رئيس منتدى العُلا للدراسات رئيس تحرير صحيفة العُلا.قدم كتاب إلى أروقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن تحت عنوان : "رؤى بناءة"،وله قيد التأليف: 

خلفيات الخلاف - دراسات وابحاث منشورة حول مؤثرات وتصورات وتوقعات الاحداث اليمنية

وكذلك ، "وعي الإختلاف وأثره في كبس بؤر الخلاف"، كما انه مزمع على كتابة مذكراته بخصوص دخول المملكة الأردنية الهاشمية تحت عنوان : أيام قضيناها في الأردن

كان لنا معه هذا الحوار:


- من هو علي شعثان ؟ 

باحث وكاتب في القضايا المعاصرة والمجال الصحفي رئيس منتدى العُلا للدراسات رئيس تحرير صحيفة العُلا

نشأت في إسرة ريفية محافظة باليمن وتلقيت تعليمي فيها.

أحمل مؤهل البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من كلية التربية جامعة عمران ، بالإضافة إلى الدبلوم المتوسط في علوم الحاسوب من المعهد العالي لإعداد وتأهيل المعلمين أثناء الخدمة ، وكذلك أحمل الدبلوم المهني في الصحافة بصفة باحث وكاتب.

وقد أخذت بعض الدورات التأهيلية لعل أهمها يتمثل في : دورة المهارات الإدارية وحل المنازعات والمبادرات الذاتية ، كما وشاركت في العديد من الأنشطة المحلية مساهماً بمجموعة كبيرة من المقالات الفكرية والدراسات البحثية جلها مُحكّمة ومنشورة على المستوى اليمني والعربي والدولي ( ورقياً عبر المطبوعات و إلكترونياً عبر المواقع ) 


- ما العوائق التي واجهتك في الحياة ؟ 

بطبيعة الحال ومن العُرف السائد بأن الفرد وخصوصاً اصحاب التطلّعات والهٍمم حتماً سيمر بمجموعة من العوائق ( ففي القرآن الكريم يُفاد بإن خلق الإنسان في كبد ) والمصاعب المترتبة ، لا أقول على مستوى الميول او التخصص بل على المستوى المعيشي للفرد بشكل عام ، ولكن عندما يتمتع الفرد بنوعٌ من العزيمة يكون التغلّب على الصعاب وتثمر الجهود ( فدوام الحال من المُحال وبالعزيمة يُنجز المُستحال ) .

وعلى ما اُذكر او أتذكّر من السجل الخاص بالمعوّقات المواجهة لنا إن أهم عائق واجهته في الحياة ولازال يتمثّل في مسألة غياب الوعي الثقافي بالنسبة للمحيط الذي عملت من خلاله على تأسيس مركز بحثي يتناول دراسة ومعالجة القضايا ( منتدى العُلا للدراسات ) بالإضافة إلى مسألة عدم الإستقرار بشقيه السياسي والإقتصادي 


- وضع المثقف اليمني الآن كيف تراه؟ 

ليس من نافلة القول بل من حقيقة الأمر نقول إن وضع المثقف اليمني في الوقت الراهن جراء الاحداث هو الأشد تعرضاً للمصاعب والأكثر إبتزازاً من حيث الحقوق الممنوحة  قانونياً والمُتعارف عليها إنسانياً بمفاد أن وضع المثقف اليمني غير مُهيّأ للإبداع المُستحسن. 


- ما المعاناة والهموم التي تواجه المثقف اليمني في المهجر؟ 

يواجه المثقف اليمني في بلاد المهجر جملة من الهموم والاشجان ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، يواجه معاناة الإغتراب والبعد عن الأهل والأصحاب ، في حين أن هموم الحياة المعيشية هي الشغل الشاغل له بالإضافة إلى مواجهة المتاعب القانونية التي إن صح التعبير تُتّخذ نحوه من قبل الدولة التي هو ضيفاً على أراضيها .

بإشارة الى أن دور مفوضية شؤون اللاجئين يعتبر روتيني، ومُغلقة الابواب حالياً بالنسبة للجدد في الأردن الشقيق 


- ما هي الامنيات التي تتمناها على المستوى الثقافي في اليمن ؟ 

بالنسبة للسؤال يُفاد بأن « وما نيل المطالب بالتمني ولكن تُأخذ الدنيا غُلابا »

بحيث نتمنى على الاخوة المثقفون أن ينسّقوا نشاطهم نحو السلام ورأب الصدع الحاصل في بنية النسيج اليمني والعمل على لملمة الجراح ، كما واتمنى على الأطراف ان تتيح من ذلك. 


- حالة المشهد الثقافي في اليمن ؟ 

من حيث التشخيص الثقافي لحالة المشهد اليمني في الراهن بالمقارنة على ما كان عليه في السابق ، يُفاد بإن العملية الثقافية ومخرجاتها الإيجابية شبه غائبة الإبداع الفني ومتشعبة الأفكار الفلسفية لسبب الأحداث ومراميها على مستوى الساحة اليمنية ككل وليس على مستوى جهة بعينها ،

وبهذا الوصف وهذا التشخيص لا يُمكن أن يُصنف المشهد الثقافي اليمني حالياً فوق منتصف إن لم يكن رُبع خط الإبداع وعلى خانة التميّز الإيجابي .

بمعنى إن المشهد غائم الملامح الجمالية والإنتاجية كُلّياً ويحتاج إلى تصويب و رعاية متجانسة للثقافة في حد ذاتها ومن ينتمي إليها من حيث التخصص والعمل

فقبل الأحداث للعام 2011 وعلى سبيل المثال كانت هناك الجوائز التشجيعية للمجال الثقافي بما يحتوي من أدب وفنون وشعر وقصة ومسرح ودراما و و و الخ.

فكانت جائزة رئيس الجمهورية للشباب وجائزة السعيد للثقافة والفنون والآداب وجائزة العفيف الغير مُعلن عنها إن لم تخونني المعرفة التامة حولها 

في حين أنه كانت تصدر العديد من المطبوعات الثقافية والأدبية والفنية كالصحف و المجلات والدوريات بعضها إن لم نقل أغلبها محترفة التخصص المتصل بعملية وصف المنشورات

إضف إلى ذلك أن في العام 2004 تم أختيار صنعاء عاصمة للثقافة العربية خلاله عُرضت المحتويات الرائعة للفن والادب والآثار اليمنية ، وهذا التلميح ليس تمجيداً للسابق بقدر ماهو مقارنة تشخيصية للمشهد الثقافي كيف كان وكيف هو عليه الآن . 


-ما مدى تأثير النقد لأي سلبيات في المجتمع وهل ما يتم تشخيصه يلقى أذاناً صاغية ؟ 

مدى التأثير النقدي للسلبيات في أي مجتمع وخصوصاً لدى الدول العربية  غير مؤثّر إيجابياً لغياب ثقافة التقبّل المصحوبة بحقيقة إفتقاد نقد الذات .

وما يتم تشخيصه لا يتلقّى آذاناً ما مدى تأثير النقد لأي سلبيات في المجتمع وهل ما يتم تشخيصه يلقى أذاناً صاغية ؟ 

مدى التأثير النقدي للسلبيات في أي مجتمع وخصوصاً لدى الدول العربية  غير مؤثّر إيجابياً لغياب ثقافة التقبّل المصحوبة بحقيقة إفتقاد نقد الذات .

وما يتم تشخيصه لا يتلقّى آذاناً صاغية بإستثناء لدى النزر اليسير من أصحاب الوعي كنُخبة مُجتمعية 

تواجه الصحافة الورقية أزمة وجود على مستوى العالم كثير من الصحف قررت إيقاف طباعة النسخ الورقية والإتجاه للمواقع الالكترونية ما رأيك ؟ 

رأيي بأن هناك من العوامل والاسباب ما أدّت إلى ذلك لعل أهمها يتمثل في الإنتشار المتسارع للأجهزة الإلكترونية والهواتف المحمولة بمختلف علاماتها التجارية ومميزاتها الخدمية والتي منها خدمة الصحافة الإلكترونية أضف إلى ذلك تراجع دور المُعلنين على صدر الصحف الورقية كما ويضاف أيضاً أرتفاع تكاليف الطباعة على خلاف تكاليف الربط الالكتروني 


بما ان الصحافة الالكترونية سرقت الأضواء من الصحافة الورقية هل لديك أمل بنهضة الصحافة الورقية من جديد ؟ 

نعم لديّ أمل ولكن وفق الإحتياج اللازم لعمل ما يُسمّى بدراسة الجدوى من حيث تقديم المميزات والمزايا والتي في حقيقتها يجب ان تكون منافسة للصحافة الإلكترونية إن لم تتغلب عليها 


برأيك كيف تحيا الكتابة في قلب الكاتب وهل نبضها يتوقف يوماً ؟ 

تحيا بوجود المطامح والهمم لدى الكاتب ذاته، ولن يتوقف نبضها طالما وهو يتحلى بما يوجد لديه من مطامح وهِمم 


ما هي معاير نجاح الكاتب بنظرك ؟ 

معايير نجاح الكاتب ترتكز في المقام الاول على قاعدة التحلّي والإنضباط والإبتعاد كل البعد عن العشوائية ، أضف إلى ذلك معيار المحيط الإجتماعي للكاتب وسياسة البلد المقيم عليها من حيث حرية الرأي وقمعه 


كلمة أخيرة؟ 


في الأخير نشكر الأعزاء في ........ على كرم اللقاء و شرف التناول الإيجابي للقضايا و التطلّعات .

داعياً النُخب الواعية بمختلف مصنفاتها الفكرية والثقافية إلى وحدة الجهود وعلى كافة الصعد لمعالجة ما تعانيه البشرية من جفاف قيمي وغياب في الأخلاق  الحميدة .

ودمتم ،،



 

رحلة في عقل مفكر مع محمد فتحي عبد العال  تقديم الإعلامية والكاتبة السورية ضحى جهاد أحمد


رحلة في عقل مفكر مع محمد فتحي عبد العال

تقديم الإعلامية والكاتبة السورية ضحى جهاد أحمد


يسعدنا اليوم في حلقات رحلة في عقل مفكر أن نلتقي بالكاتب والباحث والمفكر المصري الدكتور محمد فتحي عبد العال

وأن نطرح عليه بعض الأسئلة لنتعرف عليه عن كثب .


1-حدثنا عن ظروف النشأة ؟

أنا من مواليد مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية دلتا مصر ...من أسرة متوسطة وجذوري ريفية..التحقت في دراستي بالمدارس الحكومية ومنها لكلية الصيدلة جامعة الزقازيق .

2-كيف شجعتك ظروف النشأة على القراءة : الأبوين أم المدرسة أم الاثنين معا؟

لا هذا ولا ذاك ..في المحيط الأسري لم يشجعني أحد على القراءة أو الكتابة فالوالد كان يعمل بالضرائب ولا يحبذ الثقافة العامة والأم ربة منزل   ..وكذلك المدرسة لا أذكر أني تأثرت بمعلم فيها فالتعليم الحكومي في هذه الفترة كان يعتمد على الدروس الخصوصية فكان الحضور إلى المدرسة قليل وكان المدرسون في شغل شاغل بمجموعاتهم من الدروس الخصوصية ..كما كانت الفصول ساحة للعراك بين الطلبة والضرب المتبادل ..لكن وإحقاقا للحق فمكتبة المدرسة هي معلمي الحقيقي فقد كانت ذاخرة بكتب نادرة لكبار الكتاب والمفكرين لقد قرأت عن حضارة اليونان وتاريخ دولة المماليك ويوليوس قيصر والاسكندر الأكبر وأنا بالمرحلة الإعدادية .. 


3-حدثنا عن ذكرياتك المدرسية ؟

اتذكر في المرحلة الثانوية وكنت بمدرسة الثانوية العسكرية وهي من أوائل المدارس بالزقازيق وترجع لعام 1908 النصب التذكاري لشهداء عام 1946 والحديقة الجميلة والتي كنا نتلقى فيها دروس الزراعة بالمدرسة كما اتذكر بداية معرفتي بالكمبيوتر ولغات البيسك والبسكال وكان وقتها الويندوز لا يزال صيحة جديدة لم نعرفها ..


4-متى بدأت تكتب ؟

بداية رحلتي مع الكتابة كانت بالجامعة كنت مشتركا وقتها في النادي الأدبي وأعرض انتاجي القصصي من خلاله للمناقشة وفي الجمعية العلمية وكنت اشترك  في تحرير المجلة التي تصدر عنها واتذكر مقالي بها عن الاستنساخ وكان حديث العالم في تلك الآونة..

بعد التخرج شغلتني ظروف العمل ثم السفر للخارج عن الكتابة لكني عكفت على القراءة بكثرة في التاريخ المعاصر والتنمية البشرية ..

ثم عدت مرة أخرى للكتابة على مدونات مصراوي عام 2010 وما بعدها ثم أصبحت أكتب بشكل منتظم في هافنجتون بوست النسخة العربية وبوابة الأهرام للحضارات وفي بوابة روز اليوسف وكنت في البداية اتحدث عن الصحة والطب والاعجاز العلمي في القرآن والسنة .

ثم مع الوقت بدأت أطرق بوابة التاريخ القديم والمعاصر وامزجه بالعلم أحيانا وأقوم بتحليله واستعراض عبره ودروسه في أغلب الأحيان ..


5-من مراجعتي لسيرتك فأنت حاصل على ماجستير وعدة دبلومات في مجالات علمية وإدارية ودينية أيضا ..فكيف أسهم ذلك في فكرك ؟

لقد تعلمت من البحث العلمي المستمر والتحليل والاستقصاء والمثابرة والقدرة على التمييز بين الروايات والقصص التاريخي ..وفوق كل هذا الشجاعة الأدبية في الاعتراف بالخطأ والتصحيح 


6-هل وقعت في أخطاء وقمت بتصحيحها؟

نعم بكل تأكيد ومن منا لا يخطىء فربما يبني الكاتب بعض الاستنتاجات على مصادر مغلوطة ويتضح له بعد ذلك أنه وقع في خطأ  لذلك قمت بإعادة نشر بعض موضوعاتي مرة أخرى في كتب لي لاحقة بعد تصويب ما بها من أخطاء .


7- هل تعطنا أمثلة ؟

مثلا في كتابي (تأملات بين العلم والدين والحضارة الجزء الأول ) وقعت في خطأ أن مومياء خفرع غرق أمام السواحل الإسبانية وبنيت معلوماتي في ذلك استنادا لما أوردته صحف الأهرام والشرق الأوسط واليوم السابع في هذا الصدد لكن بعد ذلك اتضح لي خطأ ذلك مع قراءتي لموسوعة سليم حسن (مصر القديمة) وأن مومياء منكاورع وليست خفرع  هي الغارقة لذلك أعدت نشر الموضوع مصححا في كتاب حواديت المحروسة .

مثال آخر في كتابي (تأملات بين العلم والدين والحضارة الجزء الأول) وخطأ في اسم (ابن عمار الخيلي) والصحيح (ابن العماد الحنبلي )وباعثه الكتابة على الموبيل اضطرني لإعادة نشر الموضوع مصححا  في كتابي حكايات من بحور التاريخ

ومثال آخر أيضا في كتابي (تأملات بين العلم والدين والحضارة الجزء الثاني) وهو تسمية شارع باسم بيت السناري في الشارع اللاتيني بفرنسا ومصدر الخطأ كان عدة صحف مصرية من بينها المصري اليوم وأبو الهول والصواب أن الشارع يحمل اسم منج الفرنسي قاطن البيت في عهد الحملة الفرنسية وقمت بإعادة ادراج الموضوع مصححا في كتاب حواديت المحروسة ..


7- ولماذا لا تصدر طبعات جديدة من كتبك للتنقيح ولتدارك أي سهو أو خطأ؟

للأسف هذه محنة النشر الورقي حاليا فالكتاب مكلف وأنا اتحمل كلفة النشر في كثير من الأحيان ..في الماضي كان الكاتب يصدر عشرات الطبعات من الكتاب الواحد لينقح ويضيف ويحذف ويستدرك ويصحح وكانت مبيعات الكتب ونشاط دور النشر يساعد على ذلك أما الآن فالوضع مختلف تماما من حيث قلة الإقبال على الكتب والخسارة التي تقع على عاتق المؤلف ودور النشر من قلة الشراء للكتاب الجدد ..


8-سأطرح عليك أسماء بعض الأدباء والمفكرين وعليك في جملة واحدة أن تعطي انطباعك عنهم بصدق وبدون مجاملة ؟

-طه حسين 

-نجيب محفوظ

-عباس العقاد

-مصطفى محمود

-أنيس منصور

طه حسين :اكتسب شهرته من الاستشراق والسياسة ولم يقدم للأدب العربي شيئا نافعا.

نجيب محفوظ : أغرق نفسه في بحر متلاطم من أحاديث النفس جعل رواياته نسخة مكررة من أسئلته الحائرة .

عباس العقاد :ناقل يجيد تقعير الكلام لا يحمل فكرا معينا   وعبقرية المسيح شاهدة على ذلك .

مصطفى محمود :باحث عن الذات مثله كمثل أحمد حسين .

أنيس منصور : مبتدع الاستسهال في النقل والاقتباس واختلاق الروايات لا يصلح مصدرا دقيقا للمعلومات.


9- لذلك طرحت في كتابك على مقهى الأربعين ضرورة إتاحة الفرصة للأدباء الجدد ليعبروا عن ذاتهم بعيدا عن أصحاب هذه المدارس الأدبية وتقديسها..أليس كذلك ؟!

لقد دعوت لإتاحة الفرصة ليس فقط للأدباء والمفكرين المعاصرين بل والقدامى أيضا الذين أصبحت كتبهم على الأرصفة ولا يعلم أحد سيرتهم الأدبية والفكرية مع أن ما قدموه لخدمة الأدب  والفكر والعلم  يفوق ما قدمه هؤلاء الذين لا نكف عن ترديد أسمائهم بكثير ..وأن واجبنا جمع هذه الثروة من الكتب القديمة وإعادة بعثها وتقديمها من جديد لنتعرف على  أفكار وخطط وتطلعات وأحلام وتحليلات كثيرة لمؤلفين لم ينالوا حظهم من العناية  وبالتأكيد سوف تكون خلاقة وملهمة في المستقبل...


10-هل ترى أن القص التاريخي قاطرة قادرة  على نقل عبر التاريخ في الأزمنة المختلفة وما الفرق بينه وبين المقال التاريخي وقد خضت التجربتين؟

القصص  التاريخي يسمح بقدر لا بأس به من الخيال الذي تستطيع من خلاله أن تنقل بعض أفكارك  للقارىء وببعض التغييرات في الأحداث بما يخدم هذه الأفكار فهنا التاريخ قالب يمكن تتطويعه وقيادته وهو ما فعلته في قصة جيرار دي نرفال ومحاولتي استخدامها في ضرورة التعايش بين الشرق والغرب وبين الأديان المختلفة بقدر من الاحترام وحسن الجوار في مجموعتي القصصية حتى يحبك الله وفي قصة من تاريخ الجبرتي لمضار السحر والشعوذة في مجموعتي القصصية في فلك الحكايات  ..

أما المقال التاريخي ففيه ثوابت لا يمكن الحياد عنها ولابد من التقيد بالحدث التاريخي ومقارنة الأدلة والشهود عن الواقعة دون خيال والوصول لأدقها لكن يمكن الاستنتاج من الوقائع وحسب..إذا في القصة التاريخية أنا القائد أما في المقال التاريخي فأنا المقود


11- قرأت مسودة كتابك (نوستالجيا الواقع والأوهام) والذي تزمع إصداره مع معرض القاهرة الدولي للكتاب إن شاء الله..وقد تملكتني الدهشة فيه عند حديثك عن الملك فاروق ففي أجزاء ألمح تعاطفك مع الملك ومعضدا لفكرة المؤامرة ضده وفي أجزاء أخرى أجد تحمسك لجمال عبد الناصر وثورة 1952 ؟ هل توافقني أن هناك تناقض في اتجاهاتك التاريخية ؟

لا بالعكس أنا أطرح التاريخ من زوايا أقرب للحقيقية فلا شىء في هذا العالم خير كله أو شر كله ...ففاروق كان ملكا وطنيا بلا شك لكنه لم يأخذ بجدية قضايا الفقراء والتي تفاقمت بشدة في العهود السابقة عليه واستمرت في عهده ولم يعمل أحد على حلها بشكل كاف ..فتوزيع الملكيات الزراعية الصغيرة مثلا بدأ في كفر سعد في عهده عام 1948 ولكن هل تعداه لقرى أخرى؟! للأسف كان فاروق مثل أسلافه خطواتهم تجاه استئصال مشاكل الفقراء في تدني الصحة وقلة الدخل بطيئة للغاية   ..التعليم أيضا وفكرة المجانية كانت مطروحة في عهده لكن خطوات التنفيذ كانت شديدة البطء لذا كانت ثورة 23 يوليو 1952 ضرورة حتمية في هذا التوقيت ليس ضد فاروق فحسب بل وضد الحكم السياسي السائد جميعه والذي انخرط رجاله في صراعات حزبية وسياسية دون التفات للفقراء وحالهم .


12-يقولون لو أن مصر لو استمرت ملكية لأصبحت اليوم مثل كوريا الجنوبية أو اليابان ..هل توافق على هذا القول ؟!

لا طبعا لو ماقامت ثورة يوليو 1952 لغرقت مصر في حرب أهلية بمجرد خروج الإنجليز منها ..فلقد كانت الجماعات والأحزاب السياسية والدينية تمتلك ظهيرا مسلحا خاصا بكل منها  موجها ضد الإنجليز ويعمل بمعزل عن بعضه البعض ..كان الاحتلال قضيتهم الجامعة وبمجرد زوال القضية وجلاء الإنجليز كان حتما ستغرق مصر في الفوضى والصراع المسلح على الحكم وسيكون مصير فاروق إما الخلع أو الاغتيال وسيكون الجيش هو المنقذ الوحيد للوضع المتأزم ..


13- كتبت عن جائحة كوفيد 19 كتابان هما جائحة العصر وفانتازيا الجائحة فما الحاجة لكتاب ثالث ؟

كتابي الثالث عن الجائحة ويحمل عنوان (سبحات من عوالم كوفيد 19 الخفية) كان مقدرا له أن يكون الكتاب الثاني بعد جائحة العصر وقبل فانتازيا الجائحة ..ذلك أن كتاب جائحة العصر توقف عن تغطية الأحداث العلمية الخاصة بالجائحة عند شهر يوليو 2020 وهو تاريخ صدور الكتاب ونظرا لأن الجائحة استمرت وشهدت تطورات متسارعة على كافة الأصعدة مما استوجب مني العمل على إصدار جزء ثان مع ضرورة  التمهل في إصداره  ريثما تضع الجائحة أوزارها ليكون شاملا ووافيا .. الجزء الثالث أو المفترض أن يكون الثاني يغطي أبعادا أكثر اتساعا من الجزء الأول فيما يخص الشق السياسي والاجتماعي والاقتصادي وحينما أهديت دار الكتب العامة بالزقازيق كتاب جائحة العصر ضمن مجموعة من الكتب الأخرى تشرفت باهدائها إليهم كان سؤالهم حول جزء يغطي الجوانب الأخرى للجائحة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا مما حفزني للسرعة في إنجاز الجزء الثالث وتضمينه كل هذه الجوانب وأكثر ليكون مرجعا شاملا للمكتبة المصرية والعربية.


14- وأنا أبحث على شبكة الإنترنت وجدت مجموعة كبيرة من الكتب الإلكترونية التي تحمل عناوين كتبك ومذيلة "في عيون الصحافة والإعلام العربي" فماذا تضيف هذه الكتب لك وللقارىء؟

هذه تطبيقا عمليا لما تحدثت عنه تحت عنوان (خلد أثرك) في كتاب (على مقهى الأربعين) فلقد نشرت مئات المقالات على الصحف والمجلات قبل جمعها في كتب ..هذا بمثابة توثيق لأعمالي وجمع لها وحماية لها من الاندثار والضياع لقد دعوت للاستفادة من الماضي وكنت أول المتعلمين من الدرس وأول المطبقين عمليا لما تعلمت .





محاورة أدبيّة عن تذاكر الأحلام: رواية الأديب السعودي آل زايد 





حوار: أ. منال الخويطر 

منتدى آفاق العروبة


فائز بجائزة أدبية. منتج لجملة من الروايات. شغوف بالكتابة والنشر. يتطلع لإنتاج المزيد من الكتب. لقاء خاص مع الأديب والروائي السعودي: عبدالعزيز آل زايد، الذي تمكنا من إجراء هذا الحوار معه عن روايته الأخيرة "تذاكر الأحلام"، فكان السؤال بعد الترحيب.


-من الملاحظ أنك لا تستقر في كتبك على دار نشر واحدة، وتتنقل بين مصر والأردن والكويت، فلماذا لا تطبع في دور النشر السعودية؟، هل لديك خصومة معها؟ 

ج: أنا متأثر منذ طفولتي بقصيدة الشاعر الفلسطيني البارز إبراهيم طوقان (بلاد العرب أوطاني)؛ فالحدود لا تأطرني ولا تقيد معصمي، وجميع الدول العربية لي وطن، وأمنيتي أن يكون لي ألف نفس لأتذوق طعم العيش في جميع أقطارها، وعليه فإنّ جميع دور النشر العربية الجيدة لي هدف، وليس لدي خصومة مع أحد، وقد تعاقدت مع دار نشر سعودية مؤخرًا، فليس كل ما لا نراه يعني الاستحالة. 


-لقد نشر أن روايتك "تذاكر الأحلام" رواية فلسفية، فهل أنت من عشاق الفلسفة؟ 

ج: الرواية ليست فلسفية إنما هي رواية رومانسية بمذاق فلسفي، فمسراها رومانسي قد تعجب عشاق الرومانسيات مع نكهة فلسفية، باعتبار أن بطل القصة بائع كتب فلسفة ومجنون بارتشافها، فهل أنا من عشاق الفلسفة؟، الفلسفة علم عميق يصعب الإحاطة به فضلًا عن الحكم عليه، ولكن من الممكن أن أقول أني محبّ للأساليب الفلسفية التي تحرك رواكد العقل، كأساليب المناقشة والاستجواب ومناهضة الحجة بالحجة وسوق الحجج المنطقية لإرغام الخصوم. 


-نراك تتحدث عن التقارب بين الأديان، وقد تمت الإشارة إلى أن روايتك "تذاكر الأحلام" تتحدث عن هذا التقارب بين المسيحية والإسلام، ما الغاية التي تصبو إليها في روايتك؟ 

ج: ليس من طبيعتي أن أكشف عن غاياتي فيما أكتب، وهذا السؤال ينطق بلسان خفير نوايا وشرطي محقق، الرواية شائكة تسعى للتقارب الإنساني بعيدًا عن تضييقها في المثال الذي تعالجه، ربما لا تعجب الرواية طبقة المحافظين تمامًا، فنحن نحترم مختلف الآراء، ولا يعني أن نجير الأدب إلى فضاء القناعات، نعم الغاية من الرواية غاية إنسانية صرفة والأحداث مجرد نموذج. 


-هل لك أن تخبرنا عن ماذا تتحدث الرواية بالضبط؟، وهل ترى أنك نجحت في كتابتها؟ 

ج: من الصعب أن يجيب المؤلف عن الشق الثاني، فإن قال نعم وصف بالغرور، وإن قال لا أدين أمام الملأ، وفي تقديري الخاص حين نريد معرفة القارب الجيد من المعطوب نضعه في قاعة امتحان ونختبره بإلقائه في البحر، وقد ألقينا روايتنا في البحر والنتيجة تأخذ من غيرنا، أما عن الرواية فليس من الصحيح حرق الأحداث، وما نستطيع ذكره هو أنها تقع ضمن أربع أركان: (رومانسي وفلسفي، ديني وسياحي)، وقد نشر مؤخرًا بعض الاقتباسات منها قد تكشف شيء من هويتها وهي متوفرة في الأسواق لمن أحبّ مطالعتها.


-لماذا اخترت دار كنوز المعرفة لروايتك؟، وهل كان اختيارك صائبًا؟ 

ج: من الصعب الحكم عن الصواب والخطأ في بواكير الرحلات، ولا نزكي على الله أحدًا، ولكني أعرف جودة الدار، وكان يعنيني أن تكون الدار مصرية أو أردنية، باعتبار أن الرواية تقع أحداثها في هاتين المنطقتين، ووقع الاختيار على الأردن هذه المرة لاعتبارات عدة منها أن الرواية تتحدث عن السياحة الأردنية، وقد تروق للشعب الأردني الذي يعتز بواجهته السياحية التي تستحق الإشادة بالفعل. 


-ذكرت في طيات الحوار أن الرواية ربما لا تعجب المحافظين، لماذا لاتعجبهم ؟، هل هي خادشة أم ماذا؟

ج: لا نميل للكتابة الخادشة، ومن الخطأ التوهم أن الجودة في اختراق التابوهات، قد لا تعجب المحافظين للمناحي الدينية، فكل حزب يرجو أن تصطف الرواية لجناحه، غير أنّ الأولوية في اعتقادنا أن تسير الأمور وفق مصداقية الأحداث على السجية الطبيعية لشخصيات أبطالها دون تدخل خارجي من أحد وإن كان الأحد هذا مؤلف الرواية.  


-لماذا لا تبوح بكتبك التي ستخرج للنور قريبًا؟، وهل لديك رواية قادمة أخرى تعد بها القراء؟

-أعتقد أنني احتاج لحبس الانتاج بعض الوقت، إلا أن لي تجربة قرائية، تفصح أن للقراء تشوق عارم لمطالعة الجديد، نعم نعد القراء بكتب جديدة، وليس بالضرورة أن يكون الكتاب المقبل من صنف الروايات، فالتنوع الكتابي مطلوب، أما عن عدم البوح فإن الجميع يتفق أن كل شيء في وقته جميل. 


شكرًا لإتاحة هذه الفرصة

وإلى لقاء قريب مع كتاب آخر 



متوفرة | موقع نيل وفرات



الألفية القرائية و أكواب القراءة: لقاء صحفي خاص مع الكاتب آل زايد


فريق شبكة أصدقاء الثقافة
حوار : روان إسماعيل 

قبل انسدال ستائر عام ٢٠٢١، توّج مجلس إدارة ملتقى الشام الثقافي العالمي الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد، لقب "شخصية مهمة" لعام ٢٠٢١م، باعتباره شخصيّة ذات تأثير وفعل إيجابي واجتماعي وثقافي وإنساني، يضم ملتقى الشام الثقافي العالمي أكثر من ٣٨ ألف عضو من مختلف الطبقات الثقافية والفكرية، ويعنى بنشر المقالات والدراسات النقدية في الفضاء الافتراضي، وفي تعقب لإصدارات آل زايد الأخيرة، برز لنا من خلال محركات البحث ومنصات بيع الكتب الإلكترونية ومعارض الكتاب الدولي كتابه البارز (أكواب القراءة)، الصادر عن دار كنوز المعرفة العلمية بالأردن - العاصمة عمان.. 

ومن سعادة الفرص أننا حظينا بهذا اللقاء القصير، فهلًا وسهلًا بصاحب القلم السيال والحرف المشع..

-من خلال مطالعتنا لكتابك أكواب القراءة نرى أنك تتبنى مشروع "قراءة ألف كتاب"، ألا ترى أن هذا الرقم مبالغ فيه لا سيما مع عجلة الأيام ومحاصرة القراءة؟
-هذا الرقم متواضع جدًا إذا ما علمنا أن بعض كتابنا قرأ ٧٠ ألف كتاب، لا سيما أن داء الأميّة انزوى لنكافح أميّة أخرى هي أميّة الثقافة، فرغب إمتلاكنا لناصية المطالعة نرى عزوفًا مريعًا للقراءة عند البعض، رغم سهولة بلوغ تناول الكتب.

-هل هناك فعلًا من قرأ ٧٠ ألف كتاب؟، ألا ترى أن الغلاء في بيع الكتب يساهم في هذا العزوف الذي تراه؟
-عباس محمود العقاد هو الشخص المقصود، وهو صاحب العبارة الشهيرة: "أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني"، أما بخصوص ذرائع العزوف عن القراءة فهي واهية، لاسيما أمام هذا الانفتاح التقني الذي يجلب لنا الكتب دون عناء وبكبسة زر، لا كبسة رز !!

-حدثنا عن كتابك (أكواب القراءة)، وهل كان الباعث منه الحظ على القراءة فقط؟، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟
-بلاشك هنا أسباب أخرى، منها أنني أحببت تقدير أصحاب الأقلام الجيدة، ورغبت في إعادة مطالعة هذه الكتب التي تحدثت عنها بين دفتي الكتاب، وعدلت عن فكرة القراءة إلى الحديث عنها لتظل الفائدة أعم وأشمل وأبقى، ولا يخفى على الكثير أن هناك حيرة حقيقية لمن يرغب في  القراءة، ماذا يقرأ؟، ولمن؟، فوضعت هذا الكتاب كتجربة لمن أراد أن يقتفي ويتذوق أكواب القراءة. وباختصار الكتاب يتحدث عن أبرز الكتب التي نالت استحساننا في مسيرتنا القرائية، ثم ذيلتها بالحديث عن أصحابها بشكل مقتضب.

-لماذا وصفت الكتاب بـ (الأكواب)، وهل هناك جزء ثاني له سيبزغ للنور؟
-لو كانت الوعود والأماني تتحقق حين تقال، لقلنا: "نعم"، ولكانت الإجابة بالإيجاب، لهذا لا نعد بأمر ولا نقطع بشيء، فالأمنيات تضل حبيسة أدراجها حتى تتحرك الإرادة، ولا دخان بلا نار، ما نستطيع قوله، نعم هناك كتب أخرى سترى النور قريبًا، أما لماذا وصفنا الكتاب بالأكواب، فلأن القراءة سقاء الروح والعقل، وخير من يحمل السقاء الكوب، ثم أننا صنفنا الكتب حسب المناطق والبلدان لندفع التنافس بين الأقطار، وكنا نصف الكتاب بلفظ كوب، لاستحضار معنى السقاية للإرتواء. 

-هل لك أن تحدثنا عن بعض الكتب التي تناولتها في كتابك؟، ومن هم المؤلفين الذين أعجبوك؟
-بالفعل هذا هو باعث الكتاب، ومن يرغب في المعرفة، عليه مطالعة الكتاب، ولقد تعمدنا إخفاء الحديث عنها لنمعن في التشويق وندفع القارئ بالاقتناء، فليس من الصحيح دائمًا أن نضع الملاعق في الأفواه، وهذا دلال نحجبه عن القارئ لعل كتابنا يكون ضمن الخطوات التي تبلغه إتمام مشروع ألفية القراءة.  

-أشرت أنه لا دخان بلا نار، وأن في جعبتك كتب سترى النور قريبًا، هل لك أن تحدثنا عن طبيعتها ومجالاتها؟
-لا مانع لدي أن أحدثكم عنها حين صدورها، وحتى ذلك الوقت نفسح المجال للقراء لمطالعة الكتب التي في الساحة، ولكل حادث حديث. 


نشكر لكم تفضلكم 
وإلى لقاء قريب.






الكاتب شرف الدين عكري في ضيافة قنا لايف.


كتبت رجاء بسبوسي
عندما سألته عن دوافع الكتابة لديه، وهو سؤال كنت أحاول فقط أن أتخذه مدخلا لحوار طويل وماتع، أجاب أن البداية كانت من خلال تدوين مذكراته اليومية وكتابة بعض الخواطر، أي أنها كانت متواضعة جدا على حد تعبيره. أما عن الدوافع، فلقد شرح لي أنه إلى جانب ترك أثر وبصمة خاصة في الحياة قبل الانسحاب النهائي، هناك أيضاً الرغبة في التطرق إلى المواضيع المسكوت عنها وتسليط الضوء على بعض الأفكار والمواقف والشخصيات، حتى تصل إلى القارئ بدلا من أن تبقى في طي المجهول. هذا إلى  جانب هاجس كبير لديه هو  التعريف بالإرث الإنساني المشترك. حقيقة أقنعتني إجابته وأغرتني بطرح المزيد من الأسئلة، كيف لا وهو الدرويش في تكية حنا مينا وأحد مريديه المخلصين، عشق المساحة الممتدة التي منحها حنا مينا للهامش وتأثر  بهذا الرجل الكبير الذي ساهم في تطوير الرواية العربية بشكل كبير. بل إنه خصص له ركنا في بيته، وهو عبارة عن مكتبة تحفل بما يقارب أربعين عملا ساهم في تجميعها كتبيون من مدن مختلفة. 
إنه الكاتب الشاب شرف الدين عكري،  من مواليد مدينة سلا المغربية بتاريخ 17 غشت 1992. متزوج وأب لطفل، أستاذ التعليم الابتدائي وكاتب قصص بأنواعها ( القصيرة والقصيرة جداً) وخواطر.حصل على شهادة الإجازة في الدراسات الأساسية شعبة الاقتصاد والتدبير من جامعة سيدي محمد بن عبدالله بفاس، كما حصل على شهادة التأهيل التربوي من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بنفس المدينة.
هو المتمرس الذي ما أن يدخل غمار مسابقة أدبية إلا وكان له نصيب من الفوز فيها.  فاز كاتبنا في مسابقة عابر الثقافية للقصة القصيرة  ( عابرون الإصدار الرابع معرض القاهرة الدولي 2022 ) عن القصة القصيرة "غفوة". كما حازعلى المرتبة الأولى في مسابقة القصة القصيرة للنادي الأدبي تلاقي بركان في نسختها الثالثة عن القصة القصيرة "فيضان النهر". بالاضافة إلى فوزه  في عدة مسابقات للخاطرة الأدبية ( الرابطة الموريتانية للأدب والثقافة دورة 2021 -  لؤلؤة الأدب...) 
صدرت لكاتبنا المجد  مجموعتان قصصيتان بالتعاون مع دار زوسر للنشر والتوزيع. المجموعة القصصية الأولى تحت عنوان "إلى مهلكتي" . تتراوح مواضيعها بين الذاتي والمتخيل في قالب إبداعي مميز، وتضم بين طياتها 9 قصص قصيرة.  أما المجموعة القصصية الثانية فهي تحت عنوان "فسيفساء"، وتضم بين دفتيها 146 قصة قصيرة جداً. ترصد الهواجس، والآمال، والمخاوف، والانكسارات، والانتصارات، ومكامن النفس البشرية من خلال قصص إنسانية مختلفة وعوالم متعددة. 
أما بخصوص المشروع الأدبي القادم، فلقد خاض الكاتب الواعد شرف الدين عكري غمار تجربة جديدة، ولم يسلم كالعديد من المبدعين من غواية الرواية. فعمله القادم  هو رواية تمزج بين الواقع والخيال في قالب أدبي صرف، وبتقنيات كتابية متنوعة  تمنح القارئ  المرتقب الكثير من الدهشة. 








أول إنتاج قصصي يرى النور

حوار: سمير خالد 

انتشر في الأوساط الثقافية والأدبية نبأ إصدار أول مجموعة قصصية للروائي السعودي: عبدالعزيز آل زايد، والتي جاءت بإيقاع غريب، حيث كانت جميع القصص تتحدث عن الشيطان، اسماها : (وسوسة إبليس) ... تحتوي هذه المجموعة على ١٤ قصة متخيلة عن الشيطان، وتقع في 115 صفحة، من إصدارات دار الظاهرية للنشر والتوزيع بالكويت، ورغبة منا في التوسع في هذا الصدد تمكنا من إجراء هذا الحوار معه. 

الأديب المعطاء مرحبًا بك في حوارنا حول إصدارك القصصي الأول. 

س: يفتتح الناس مشاريعهم باسم الله، بينما بواكير قصصك تفتتحها باسم الشيطان؟، ألم ترى أفضل من هذا المفتتح لقصصك؟ 
ج: أول رواية لنا ظهرت للنور هي رواية البردة، وهي رواية نبوية. بينما أول القصص قصص عن الشيطان، ولا نرى في ذلك غضاضة، فأول قصة في القرآن هي قصة إبليس، ولك أن تراجع سورة البقرة وقصة السجود لآدم، فلماذا يبدأ الله بقصة الشيطان؟، هنا ستضع المبررات، التي حرمتنا منها، أول حكاية على وجه هذه البسيطة هي حكاية الشيطان وآدم، وهي العظة المنسية التي تتلى ليلًا ونهارًا، فهل يتعظ منها الإنسان؟، أم لا يزال يحتاج للتذكير بها؟، للكبار قبل الصغار، وللخواص قبل العوام، إن المعضلة الأساس تكمن وراء الشيطان، فلولاه لكنا نرتع في نعيم الجنّة، ورغم أن الشيطان أخرج أبينا آدم من جنته، ورغم التحذير الإلهي المغلظ من مغبة اتباع خطواته والانزلاق في مهاوي رداه ومكائده؛ إلا أننا في كل يوم نسقط في ذات المطب ونهوي في ذات الحفرة، فهل بالفعل أخطأنا حين بدأنا بما بدأ به ربّ العزة والجلال؟، وما الهدف إلا التذكير به وبحربنا الضروس معه.

س: هل ترى أنه من الصائب اصطناع قصص متخيلة غير حقيقية عن الشيطان، لا صحة لها ولا أصل؟
ج: وما المانع في ذلك؟، ألم تسمع أنّ الحكمة تأخذ من أفواه المجانين؟، إذًا لا غضاضة أن نستقي الموعظة من نسج الخيال، فكل طرق روما تؤدي إليها، إلا إذا كنت ترى حرجًا في تأليف المواعظ؟، وقصص الشيطان أكبر موعظة إن أردت الاتعاظ، ثم إنّ
القرآن يصرح أننا لا نراه، وإلا لرأيت آلاف القصص الحقيقية التي تروى عنه كل يوم، ومن المهم أن نستحضره، وهذه الحكايات خير وسيلة للحذر منه، ولعلها تخلصنا من بعض مكائده، لاسيما أننا نقع في ذات الشَّرَك والشِّباك. 

س: بما أن لديك تبحر في شأن الشيطان، هل لك أن تصف لنا من هو الشيطان؟ 
ج: ليس من السهل الحديث عن ماهية كائن لم تره العيون كالشيطان، علمًا أنّ هناك العديد من الآراء حياله، فهناك من ينفي وجوده من الأصل، وهناك من يرى أنّ الوساوس ما هي إلا محض غرائز وعقد نفسية ورغبات في أنفسنا مكبوتة، ولعل من أبرز الداعين لهذه الفكرة المحلل النفسي الشهير (سيجموند فرويد)، إلا أنّ هناك من تصدى لهذه الفكرة ورفض هذا التصنيف لاعتبارات منها أنّ العقل والعلم لا يرفضان وجود الشيطان، وهناك نقاش محتدم حول هل للشيطان قدرات خارقة تجعل من الإنسان منساقًا وراء إرادة وسوسته؟، أم أنّ الشيطان رغم إمتلاكه لمقدرة الإغواء فإنّه لا يمتلك قوة التغلب على البشر؟، وقد يستند البعض إلى الآية التي تقول: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)، لتحجيم قدرات الشيطان التي يراها البعض خارقة وفوق الاحتمال. 

س: هل تؤمن بقصة إبليس وقصة إغوائه لآدم؟، وهل فعلًا كانت حواء شريكة للشيطان في إرتكاب آدم للمعصية؟ 
ج: هذه القصة واردة في القرآن بخطوط عامة، ولكن هناك الكثير من الأساطير التي دخلت في القصص القرآني، بما يسمى بـ (الإسرائيليات)، وللأسف تتضارب آراء العلماء في شأن تفاصيل التفاصيل، فهناك من يرى أنّ آدم امتنع عن تناول ثمرة الشجرة المحرمة، لكن حواء هي من ناولته الفاكهة، إلا أن البعض اتهم هذه الآراء بالتغلب الذكوري.
 
س: هل ترى أنّ هناك حاجة لاستحضار 
قصص عن الشيطان في حياتنا الحاضرة؟، وهل تعتقد أن عامل الشر معلق بالشيطان أم بالإنسان نفسه؟
ج: للخير مسوغات وللشر مسوغات، إلا أن الأصل في الاختيار يقع على إرادة الإنسان نفسه، والتربية الذاتية عامل هام في نبذ الشرور واجتلاب الفضائل، وكثير منا يبرئ نفسه ويلقي الجمل بما حمل على الشيطان والغير، بينما نرى أنّ الصّدّيق يوسف يلقي العتب على الداخل بقوله: "وما أبرئ نفسي، إن النفس لأمارة بالسوء".

س: في قصة يوسف (عليه السلام) آيات واضحات تشير إلى اتهام الشيطان تحديدًا، ببواعث الشر؟، فهل المتهم النفس الأمارة أم الشيطان؟ 
ج: إرادة الإنسان ورغبته هي الفيصل وما سوى الإرادة إلا عوامل، فالنفس تحرض والشيطان يوسوس، ولكن الفعل والإقدام يقع على الإرادة، أما مفردة (الشيطان) في سورة يوسف وقعت ثلاث مرات الأولى على لسان يعقوب وهو تحذير عام، والثانية مع ساقي الملك الذي علق عليه أمر نسيانه في تذكر تظلم يوسف للملك، والثالثة على لسان يوسف ليبرئ ساحة إخوته بذكر عامل الذنب، رغم أنّ الذنب الحقيقي يقع على الأخوة أنفسهم، وما هذا الإ عفو ونبل في يوسف. 

س: لنعود إلى إصدارك (وسوسة إبليس)، كيف انبثقت لديك فكرة كتابة الكتاب؟، وهل لديك أفكار مستقبلية حياله؟ 
ج: ليس لدينا أفكار مستقبلية حياله للطرح هنا، إلا أن بعض المتابعين تمنى أن يراه مسلسلًا تلفزيونيًا، أما بخصوص انبثاق فكرة الكتاب فكانت وليدة مطالعات، وبالأخص كتاب "إبليس"، للكاتب المصري عباس محمود العقاد، وهو كتاب جميل غني وثري في هذا المجال، إذ أنه لا يدع شاردة ولا واردة عن إبليس إلا تناولها، وبعد الانتهاء من هذا الكتاب ارتوت الأوردة بزخم عارم حول السيد إبليس، فكانت القصة الأولى كقطرة الغيث، تلتها عدة ولادات مماثلة، ثم ولد التحدي أن أكتب كتابًا كاملًا في حضرة الزعيم المخضرم إبليس الرجيم فكان الكتاب.

س: هل تتوقع أن يثني النقاد على كتابك وسوسة إبليس؟، وماذا لو تناول أحدهم كتابك بالقدح؟ 
ج: يفرح الكاتب بالثناء ويسخط بالذم، وهي طبيعة بشرية، ومع ذلك نقبل الانتقادات البناءة، فالكتاب تجربة مؤلف، والنقد بصفة عامة يثري 
الحالة الأدبية للمجتمعات، ويتمم المسيرة التكاملية، فما أخفقنا فيه يصحح بإنتاج غيرنا، وقاعدتنا: من يعمل يخطأ، ومن لا يعمل يرتكب أكبر خطأ. 

س: هل ستكتب مجموعة قصصية ثانية؟، وفي من ستكون هذه المرّة؟ 
ج: كتبنا مجموعة قصصية ثانية وسنصرح بها في وقتها، فمن عادتنا أن لا نكشف عن الخبز قبل نضجه، ثم أن القراء لديهم الكثير ليقرؤونه، لاسيما أن هناك العديد من الكتب الجيدة في الساحة.

س: كم عدد الكتب التي تنوي إخراجها للنور؟، وما هي المجالات التي تتمنى الكتابة فيها؟ 
ج: لقد كتبت فيما أريد الكتابة فيه، لكن الطموحات لا حد لها، أما عن عدد الكتب فهذا ما لا يمكنني حصره حتى بالتخمين، وليس الاعتبار بالكم بل بالكيف، ثم إنّ الكيف هذا يختلف باختلاف الذائقة، وآراء الجمهور متباينة، ولكل قارئ ذوق ومعيار، ومن الصعب إرضاء جميع الأذواق، وكثيرًا ما اختلفت الآراء في الكتاب الواحد، فالأصابع التي تتناوله مختلفة وليست سواء.

نشكرك على هذا الوقت 
ونتطلع لقراءة المزيد لك 

دمت بخير وسلمت بعافية.