(نورس) 
بقلم الكاتب أ/ إسلام نصر


شارع الخديوى كان رائعا عندما تزوج أبى و أمى تركا بحرى الى العطارين فولدت فى أوله مع تقاطع الخديوى فوق صيدلية سلامة متمتعا بمشاهدة التماثيل الرومانية الجميلة التى تزين المنزل المجاور لمنزلى العتيق الجميل و هكذا ولدت النوارس من المناديل المودعة فى الموانى (كما قال لوركا )ولدت أسطورتى و تحولت الى نورس غريب عن موطنه بلا شواطىء يهفو الى التسكع و الرحيل عبر الدروب و الازمنة الغريبة عنى انا ابن بحرى و طلاع الثنايا متى اضع عصا الترحال تعرفونى عاصرت تغير الاشياء و تقلب الأفلاك و الأكوان وقتها كان الخديوى ساحرا و الترام تمخر عبابه غير عابئة بالبشر قبل جنازات مسجد العمرى و حمام و دواجن و كلاب و قطط سوق الحمام خلف كنيسة و معهد دون بوسكو و صراخ سوق الباب الجديد باب عمر باشا فى طريقك نحو محطة مصر أو طريقك عبر جموع الخلق فى الباب الجديد و غربال و شارع شجر الدر 
تتمطى ترام الجمرك رقم ستة كسلحفاة تمشى الهوينى بلا ريث و لا عجل كما يمشى الوجى الوحل تعلم الناس فضيلة الصبر على المكاره مانحة الأرض رجة تعلن بها عن قدومها تتلوى على قضبان الفولاذ لم تستمر التغريبة الخديوية طويلا سرعان ما عدت الى الام الحنون بحرى لاكمل مسارى الطبيعى و رحلتى المنتظرة كوليد عاد الى امه بعد ان القته باليم فألقاه اليم بالساحل مرة أخرى عرفت معنى ان ترد الى روحى بين شعاب بحرى و مسالكها فتعددت قصص حبى و كثرت مساراتى و صداقاتى حتى فرق البين بيننا فافترقنا ..ثانية..و طوى البين عن جفونى غمض بالزواج و النزوح الى العجمى و مازلت فى اوديسا العودة الى ارض الحب
Share To: