(لم يبق عرشاً ولا أميرة)
بقلم الشاعر أ. فتحي يحيى
———
تأشيرتان وحبيبتان
كل منهما عنوان
متناقضتان
وفى إختلافهما تكامل
كتناسق الورود بالبستان
وانا قلبى بين الشتات مهاجراً
إلام المقرُ وأين الأمان
لهذا الميناء البعيد القريب
لنفس الشروق وذات المغيب
قطعتُ الوعودَ بهذا المكان
كلاهما جنتان
فأى قطار سأستقل
قطار المشرق أم قطار الشمال
وأى تأشيرة سيتبعها قلبى
أميرةَ العقلِ أم أميرة الجمال
أمانى تبارى دروب المحال
وجُلَّ انتصارى
يليه انهزام
سيُعلى رحالاً ويدنى رحال
فأين اهتدائي وأين دوائى
لهذا التمزق وهذا القتال
فى المشرق فاتنة التحدى والعناد
ترواغنى تجادلنى
تستفز جوارحى
تعترف بأنى أشعل قلبها
لكنها
تشعرنى بأن كل الاحتمالات
حتى بدونى ممكنة وغير ممكنة
وحين أغضب وأومىء بالبعاد
تستطيع بلمسةٍ أو نظرةٍ
دون عناءٍ بِغَيْرِ إجتهاد
أن تطفىء بركان الغضب
يمسى كبقايا الرماد
أعشقها حين تصبح ثائرة
وكأن ثورتها إثارة
للسكون وللجماد
وفى الطرف الاخر فى أقصى الشمال
تسكن أميرة الرقة وملهمة الجمال
قوتها فى نعومتها
كلماتها همسٍ كاالظلال
حين تبتسم
تبتسم الحياه
تنتفض السهولُ والتلال
تشعرنى فى براءتها
ان الحياة بغيرِ حبى
لايقاربها إحتمال
لكنى حين احادثها يرتد صوتى فى المدى
وتقول انها لى صدى
وأنا الجواب ونبضى السؤال
وأننى رُبَّان قلبها
وعندى الحقيقة وعندى الخيال
فزعت حين أدركت أن قلبى
مثل قلوب كل الرجال
يحتمل صحراءاً من الجميلات
بعدد حبات الرمال
أكذوبة قلبها صدق
وفاءُ يكسوهُ إحتيال
هل هذا فراغ قاتل أم أننا
قد فُطِرْنَا على عشق الجمال
تتملكنا الظواهر البصرية
تشعلنا تفاصيل الأنوثة النارية
هذا ليس بحالِ عشق
إنه محض إبتزال
ظللت أفكر فى هذا الشتات
بين الضجيج وبين السكات
هل حقا أحبهما معاً
وقلبى احق بجنتين
أنسانى هذا التمزق بين الاتجاهين
ان الوقت قد مضى وانتهى الميعاد
وصلتنى منهما رسالتين
يخبرانى بأننى
سأظل وحيدا فى محطتى
مزقت التأشيرتين
خسرتُ الجنتين
بعد أن فاتنى القطارين
أصبحت ملكا بلاحراس
بلا تاج بلا أميرة
فارس بلا سيف وجواده
كسر السياج
ترك الحظيرة
إبتسم قلبى كأنه فقد البصيرة
أخذ يهزى ف احتضار
هزمتنى اطماع القرار
قد كان لى مُلك ٌٌوأميرتين
لم يبق عرشا ًولا أميرة
عذراً لقلبى
فقد كانت الفرصة الاخيرة
كأنى انتقمتُ لكلِ النساء
قطعت بسيفى وريد الحياء
ومن صنف فعلى قبلت الجزاء
فما الحب إلا تلاقى انتماء
وليس الحبيب يريد إجتزاء
فإما الفراق وإما الوفاء
وما كنت نداً لهذا العطاء
أبارك لنفسى لهذا العناء
Post A Comment: