شعر نثري بعنوان (شارع يمضي وحيدا) 
للشاعر والروائي أ. ناصر رباح من فلسطين


 وأمرُّ قربكِ كلّما قالَ الكلامُ كلامَهُ، كلّما أنصتَ موالٌ لناي. أنتِ احتمالي في تفاصيلِ الزحام، في شارعٍ يمضي وحيداً نحو نافذةِ قديمة، ويطلُّ مذياعٌ يغنّي الذكريات. أهشُّ الباعةَ الجائلين عن وقتي .. بالنداءاتِ على النهارِ يوسّعونَ هوّةَ ما بينَنا .وأنا كلّما حرثتُ الأرضَ أكثرَ انتهيتُ إلى مكانك .أنتِ الغمامُ يمرُّ من شباكِ النشوةِ المفتوحِ بلا نهاية. أشربُ ما تيسّرَ من بياضِ النوم، أقولُ ما يهذي به العطشان . حيثُ أهلي يحلمون.. كلّما عادوا إلى بيتٍ ولاذوا بالنعاس، كلّما خلعوا نهاراً عارياً، وارتدوا صمتاً وسيماً مثلَ وجهِ النائمين، يحلمون .. سرباً من الغزلان تشربُ من نهيرِ القريةِ الأولى وظلّ البرتقال. يسافرونَ في أوّلِ النومِ السريعِ إلى يديكِ، ساهمينَ إلى نوافذِ السفرِ الطويل، لحدائقٍ مرويّةٍ بالأمنيات، يحلمون، ويحلمون، وأمرُّ قربكِ كلّما ردَّ السلام عليَّ في المرآةِ وجهي، وكلما أنصتَ موّالٌ لناي .
Share To: